د. غسان صالح عبدالله
إن أخطر درجات التدمير الذاتي هي أن يضع الإنسان لنفسه . فقاعة من الكذب ليعيش بداخلها فتموت إنسانيته اختناقا كأن يضع بيديه إلها دنيويا . يطوف حوله وينتمي إليه ويعلق آماله به مؤمنا بأنه الخلاص بعد أن تعب من حمل أحلامه بين يديه منتظرا تحقيقها . دون أن يتحرك قيد أنملة فيتنازل لإلهه المفتعل
عن ظلمه قربانا بهدف التقرب غير المبرر سوى بالحاجة . الملحة للإنتماء لقضية ما أو فكرة ما هروبا من شبح الإفلاس الفكري أو النفسي . فيستحدث قضية أو فكرة من اللاشيء ليدعم بها موقفه العبودي عوضا . عن جهل لله يؤدي به إلا إلى مذيدا من الجهل . وكيف لإنسان تنازل عن بصيرته وفطرته لأن يعي الحقائق أو يُدرك حقيقة الواقع أو أن يتقبل الرأي الآخر . أو أن يعترف بخطأ قناعاته أو أن يقبل حتى بإعادة التفكير؟!
إن القضية الحقيقية لا تكمن في صناعة الأصنام وإنما في إدمان بعض القلوب للمشرك.
قال تعالى:{ أرأيت من اتخذ إلهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه بعد الله افلا تذكرون..
فلتعيد النظر بذاتك أيها الإنسان علينا أن نهذب أنفسنا لنستطيع أن نبصر ما حولنا ربما استطعنا الوصول لأطراف . الحقيقة لنتجنب من إصدار الأحكام.. ولنتمكن من ملامسة أرواحا طيبة لم تعرف يوما أنها كذلك، لم نتمكن من العثور على ذواتها المكبلة خلف حصون النفس . أرواح شفافة كبلها مسخ مشوه يدعى” الأنا” من أن ترى النور ، هو صراع ولكننا لن نعرف ذواتنا حقا إلا في خضم حرب ، ولم ندرك من نكون حتى نكتشف عدم اكتمالها..
واعلموا جيدا أننا سندرك الصورة كاملة حين تستقر أجسادنا بين طيات التراب.
التالي
6 أكتوبر، 2024
ذكرى الحرب والنصر
4 سبتمبر، 2024
صادق إسبر يطلق “مزايا” في الطبيعة
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!