حوار كتبه/جهاد بكر كيلاني
في مناقشة هادئة مع د. ياسر الكرماني مؤسس مجلس علماء الأمن الفكري في موضوع من أهم الموضوعات طرحت عليه سؤالي :
الشريعة الإسلامية زاخرة بالأدلة الداعية إلى الوسطية وإعمار الأرض والناهية عن الإفساد ؛ فكيف ترى هذا ؟
فقال : أستاذ جهاد تلك قصة طويلة تحتاج إلى لقاءات متوالية لكي نستطيع الإلمام ببعضها .
قلت له : ونحن سنتابع معك وننشر لأهمية الموضوع .
فقال : أرحب بكم وفي البداية أود أن أذكر شيئًا : لقد وضعنا موسوعة علمية تخرج تباعًا في صورة دورات ومحاضرات نلقيها بنظام التعليم عن بعد لأبناء القارة الإفريقية وإسم الموسوعة ومضمونها في صميم سؤالك .
قلت له : ما اسمها ؟ قال : اسمها : ( الإعلام بما ورد من قواعد الأمن الفكري في شريعة الإسلام ) ومن الجميل أن نتناولها في لقاءات متتابعة آملين أن تفيد المجتمع .
أستاذ جهاد : إن الأمن أساس العمران والسبب الأعلى في الازدهار والتنمية انظر في قوله تعالى : ” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ” انظر في دعوة النبي إبراهيم عليه السلام لقد دعا ربه أن يحقق للناس الأمن والرزق ، وهما مطلبان مهمان .
دعني أقول لك : إن من قواعد الأمن الفكري أن يعلم الناس أن الأمن مطلب بشري ومن شاء ؛ فلينظر في دعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم لما رأى الهلال : [عن طلحة بن عبيدالله:] كانَ إذا رأى الهلالَ قالَ: اللهمَّ أهلَّهُ علينا باليمنِ والإيمانِ، والسلامةِ والإسلامِ، ربِّي وربُّكَ اللهُ.
انظر كان دعاء النبي بالسلامة ، والسلامة معافاة وأمن واستقرار في الوطن والمال والأهل والعرض والنفس ، وتلك قاعدة مهمة أن تكون رغبتك ورغبتي ورغبة المتابعين هي السلامة ، والسلام.
وكل منا يعرف ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: [عن أبي سعيد الخدري:] ألا إنَّ أحرَمَ الأيّامِ يَومُكم هذا، وإنَّ أحرَمَ الشُّهورِ شَهرُكم هذا، وإنَّ أحرَمَ البِلادِ بَلَدُكم هذا، ألا وإنَّ أموالَكم ودِماءَكم عليكم حَرامٌ كحُرْمةِ يَومِكم هذا، في بَلَدِكم هذا، في شَهرِكم هذا، ألا هل بَلَّغتُ؟ قالوا: نَعَمْ. قال: اللَّهُمَّ اشْهَدْ.
وهذه تقرر قواعد حرمة دماء وأعراض وممتلكات الغير ، وهنا أذكر الممتلكات العامة والخاصة فالإعتداء على شىء من هذا حرام من جهة الشرع الحنيف .
قلت له : قبل أن نختم اللقاء وللحديث بقية إن شاء الله وجه كلمة للمتابعين فقال مبتسمًا : حاضر أستاذ جهاد : أقول للسادة المتابعين الكرام : ينبغي أن نفكر في النص الذي سأذكره الآن ،
وهو قاعدة كبيرة من قواعد الأمن الفكري في الشريعة الإسلامية: [عن فضالة بن عبيد:] المؤمنُ من أمِنَه النّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم . وفي هذا الحديث قاعدة جليلة من قواعد الأمن الفكري ؛ المؤمنُ الحقُّ كامِلُ الإيمانِ، هو مَن أَمِنَه النّاسُ ولم يَخافوا مِنه على دِمائِهم وأموالِهم؛
لأنَّ الإيمانَ يُوجِبُ على صاحِبِه القِيامَ بحقوقِ الإيمانِ مع النّاسِ، مثلِ: رِعايةِ الأماناتِ، والصِّدقِ في المعامَلاتِ، والورَعِ عن ظُلمِ النّاسِ في دِمائِهم وأموالِهم، وفي مُسنَدِ أحمَدَ، أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال: «لا إيمانَ لِمَن لا أمانةَ له». وأختم بهذاوإلى لقاء آخر إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التالي
12 مارس، 2024
اخصائية: الصوم بريء من شجار النهار والأفعال العصبية
30 ديسمبر، 2023
حصري لروتانا نيوز قصة الشاب علي عفيفي اللص التائب
26 نوفمبر، 2023
فى حوار صحفى مع مدير مركز ابو سيفين بشبرا:
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!