بقلم حمادة عبد الجليل خشبة
اين ذهب كبير العائلة؟ كلمات يرددها البعض في الطرقات وفي المنازل وعلي المقاهى . ربما يعرف الكثير من مرددي هذا السؤال اجابتة ولكن ينكرونها فزمن الكبير يكاد ان ينقرض . بسبب ممارسات بعض الشباب الغير اخلاقية في المجتمع ، الكل كان يردد (اللي ملوش كبير يشترى لة كبير ) كلمات ذات طابع خاص لها رونق براق . كانت تردد عندما كان وجود كبير للعائلة أمرا حتميا فهو حكمة العائلة وسر قوتها هو الحاضر فى ذاكرة المجتمع والغائب عن البيوت المصرية. أين ذهب كبير العائلة ؟ الذى كان يعرف معنى العشرة والعيش والملح . ويتدخل فى الصلح بين المتخاصمين .
اتحسر على أيام «كبارات العيلة» عندما كان لكل عائلة كبير هو الملجأ والملاذ بعد ربنا . بيته مفتوح للجميع وهو المسؤول الأول فى الأفراح والأحزان وصاحب القرار الأخير . الذى يحترم من رجال العائلة قبل شبابها . أما الآن فقد اختفى الكبير واحترامه . الذى هو أحد القيم التى نشأنا وتربينا عليها .
الجيل الحالي من الشباب لايعترف بالكبير ونظرا لظروف التطور والعولمة التي تم توظيفها خطأ . من ناحية بعض الشباب ، فليس للكبير مكانا بينهم . ولايوقرونه ،ربما يكون هناك من تجدة كبيرا في نفسة فقط خوفا من ضياع هيبتة وسط المتهورين .
تقول احدي اساتذة علم الاجتماع- لم تقتصر فكرة الكبير على العائلات فقط فكانت موجودة فى الأحياء الشعبية والعمل . بل وبين الأصدقاء كان هناك دائمًا ذلك الشخص ذو الثقل والمصداقية الذى يمثل المرجعية . التى يلجأ إليها الناس ويمتثلون لقراراتها باطمئنان ودون
أدنى إحساس بالظلم وهو ما جعل من مصر مجتمعًا متوازنًا . وذلك حتى طرأ التغيير فى الخمسينيات . حيث تأثر الناس بشدة بمبادئ الثورة وخصوصا المساواة وأن الكل سواسية . لا فرق بين كبير أو صغير لينعكس ذلك- بالخطأ– سلبيًا على المجتمع وتحل السلطة الرسمية ممثلة فى القوانين محل الأخلاقية التى يطبقها كبير العائلة الذى انتهى دوره .
اتخذ الجيل الحالى العناد والندية أساسا للتعامل مع المحيطين فوجدت الخلافات حتى بين الأشقاء واولاد العم . وزادت الظواهر السلبية مثل الخيانة الزوجية والزواج الثانى والعرفى. وانتشرت الجرائم الانفعالية حتى فى داخل العائلة الواحدة وكل ذلك لأنه لم يعد هناك قدوة أو كبير للعائلة يمسك بزمام . الأمور.يوجد فارق كبير بين الريف والحضر ففريف طابع خاص فالعيب معروفا والاقتراب منه مصيبة . لاسيما أن العائلات تعرف بعضها بعضًا .فلا مجال للهروب من الفعل بأي شكل . كانت القيم الريفية الجميلة معروفة، ويتم توارثها جيل بعد جيل. الا انها تكاد في مرحلة الانقراض .
وأتعجب لما اري حالنا لقد طغت مظاهر البلطجة على حياتنا بشكل مفزع، نرى مشاهد مفزعةعلي السوشيال . ميديا لتعدي بعض الأفراد المحملين بأسلحة بيضاء .وغيرها على الناس لبث الرعب في نفوسهم .
لقد راحت هيبة الكبير مثلما راحت هيبة المعلم والاستاذ في ظل جيل لا يعرف المسؤلية . راحت هيبة الكبير في ظل انتشار الفن الهابط من فنانين ليس كل همهم سوى جمع الاموال فقط .
علي الاسرة المصري الرجوع للعادات والتقاليد المحترمة التي نوقر فيها بعضنا البعض . علي الاخ الاكبر ان لايأكل حق اخواتة من ميراث حلله الله لهم فقد ضاعت هيبة الخال والعم من هنا .
حفظ الله مصر وشبابها
التالي
منذ 3 أسابيع
المكان الوحيد فى الدنيا الذى اهرب من الذهاب إليه
منذ 4 أسابيع
المرأة والأمان : “حق لا يقبل المساومة”
6 أكتوبر، 2024
ذكرى الحرب والنصر
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!