الإنسان كائن اجتماعي بالضرورة إن أحسنت الملاحظة لكيانك الجسمي؛ فالإنسان مكون من جسد ونفس وروح وعقل والجسد صار جسما بالنفس ومتحركا بالحياة ؛ والحياة هي الروح والعقل المدير والمدبر..
فالجسم إذن حالة تنوع بالإختلاف لا بالخلاف ؛ مكونات عجيبة غريبة تعيش حالة وئام بالضرورة
فكما أن له مدخلا له مخرجا ؛ وكلاهما ضرورة لا يمكن الاستغناء عن إحداهما في الطبيعة؛ وكذلك يد يمنى وأخرى يسرى وفتحات هواء واغرب مافيه الدم الذي يجري في العروق دون أن ننسى الجندي المجهول المتفاني في الدفاع عن الجسم ( جهاز المناعة والكريات البيض) وغيرها الكثير؛ ويمكن ان نرى بالملاحظة البسيطة : أن قيام الإنسان لا يكون إلا بكل مكوناته بالضرورة بالإختلاف؛ وهذا الإختلاف يشكل حالة تكامل للإنسان ليقوم بما اوكل إليه بأفضل وجه ممكن والمجتمع ليس إلا كمثل جسم الإنسان باختلافه وتكامله..
المجتمع كما هو بالضرورة أجيال هو كذلك طبقات وطبقات من حيث الثقافة والمال والحياة عموما..وتكونها يكون بالأنفس فتتبعها الأجسام بمظهرها..ويقود تنوعها إلى بيان نفعها باختلافها .. وضررها بخلافها..وتقوم بالتكامل فكل طبقة مكملة للأخرى لا تقوم إلا بها ومعها ولولا هذا التنوع لما كان هناك تمايز .. ولمالَ الإنسان إلى القعود وفقد الدافع إلى عمار الأرض..
كل عاقل يرى أن طبقات المجتمع هي كحالة الإختلاف في أعضاء الجسم كلها بالضرورة بحاجة إلى وجودها بوجودها إلى وجود غيرها.. وكما أنه لا يمكن الإستغناء عن عضو في جسم الإنسان كذلك في طبقات المجتمع وتنوع المجتمع.. وإن وقع بتر لعضو في الإنسان او نفي طبقة من المجتمع فيشكل هذا البتر أو النفي نقصا في بنيان الجسم البشري
وكذلك في الكيان المجتمعي.
فإذا بني الفرد بناء علميا عقليا إيمانيا منطلقه الحق ؛ يبنى المجتمع بناء قويا وعزيزا وسليما وآمنا وعاقلا..