لقد كان الفن دوما وسيلة لإمتاع الروح وتهذيبها وتوجيه فكرها. عبر المعاني والتعبيرات التي تمنح النفس صفائها وتعيد للحياة اتزانها. ولكن في زمن ضج بالتلوث السمعي والبصري والحسي. وذاع فيه التشوه البصري. وتغيرت مفاهيم الفن ليصير الجميل قبيح والقبيح جميل.
ولكون الواقع الذي نعيشه غير محدد المعالم. لكونه واقع افتراضي لا تحده حدود ولا تحدده قيود. لذا فإن الاغتراب الفكري والمفاهيمي زاد.
مما افقدنا ارتباطنا بثقافتنا وتاريخنا من الإبداع والثقافة. وأعطى الفرصة للجهلة وفاقدي المعرفة وأنصاف المواهب أو معدومي الموهبة وأصحاب الوساطة. ليكونوا هم النجوم الظاهرة ومع تخلي المواهب الحقيقية عن الظهور. إما لعدم وجود فرصة أو عدم وجود رغبة. أن يتم وضعهم في مقارنة مع هؤلاء وهؤلاء.
ويعلم الله أن الفن الحقيقي يحتاج من يدعمه ويدفعه. ليكون هو المتصدر للمشهد عبر قنوات تدعم الإبداع والمبدعين.
ولكون الدولة المصرية عميقة الجذور في تاريخ إبداعها وثقافتها. فقد نسجت من أعمالها الفنية مثلاً وقدوة فكانت الاحتفالات الرسمية. والتي ضمت المبدعين والمثقفين ورواد الإبداع المشاركين لإنجاح الفاعليات. والدليل ليس بعيد فمع حفل نقل المومياوات إلى المتحف الكبير. وتلي ذلك افتتاح طريق الكباش والحفل الفني الدولي والذي صنعه المصريون. وتحت توجيه وقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وبرعاية أجهزة الدولة المصرية.
ولكن مع ظهور هذا الشاب الذي لم يصنع في حياته غير قول كلمة مكررة .على لحن يضج بالصوت العالى ويخلو من مخاطبة الروح .ولكنه يخاطب فئة معينة من الراغبين في ترديد معاني وتكرار أقوال غير هادفة. الا من الكسب المالي والربح، لذا تعجب الجميع من الاعلامي شريف عامر .حال تقديمه لإحدى الفقرات ببرنامجه الذي يتابعه الملايين وكان موضوع اللقاء هو الحديث عن شيماء التي تغني لها المبدع الذي سبق كل من كان قبله .وتحدي قرارات النقابة التي تصدت لمنع معدومي الموهبة. او من لم يستوفوا شروط الالتحاق بها.
وبالتالي لا يستطيعون ان يتصدروا لمواجهة الجمهور. ولكن شاء المذيع وشاء أصحاب القناة ان يظهر هذا النجم الذي يمثل قدوة لجيل كبير من الباحثين عن شيماء أيضا. وربما من يبحثون عن الترند والتقليد الأعمى ولكن من يركز في صورة المذيع مع الضيف. يجد انه يحمل ابتسامة مرسومة وغير حقيقية .ونجد وضعية اليد فوق اليد لتعني التحفظ والرفض. وكأنه يقول للجماهير هل لاحظتم الفرق. بين المظهر المطلوب للفنان الذي سيظهر عبر القنوات التي تدعم الفن الهادف.
ورغم ان الموضوع ربما يكون بسيط في شكله لكن مضمونه صادم لكل مبدع حقيقي ونجم دارس وعالم مجتهد لخدمة المجتمع لذا اتمنى ان نوحد الرؤية ونوجه الهدف نحو تقديم ثقافة بلدنا وتراثنا وفننا وعلمنا من خلال شبابنا المثقف والمجتهد للتعلم فإن العلم والمعرفة سبيل كل نجاح واتمنى ان نسعى في المرحلة القادمة لتقديم برامج اكتشاف المواهب وثقل المعارف للمبدعين حتى يكون الإبداع متقن والنجاح مستحق وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.