بقلم : حمادة عبدالجليل خشبة
طوفان من البشر” وصفٌ أطلقته صحفٌ عالميةٌ على حجم المصريين الذين خرجوا يوم الثلاثين من يونية
مطالبين الرئيس المصري آنذاك محمد مرسي بإجراء انتخابات رئاسيةٍ مبكرةٍ تمهد برحيل حكمه
وحكم جماعة الإخوان المسلمين، وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة.
ثورة 30 يونيو أدت إلى “سقوط قناعات كان يروج لها بشدة فى الدوائر الغربية بأن الشرق الاوسط الجديد
يرتبط بصعود التيارات الإسلامية، باعتبارها الأكثر شعبية وهو ما ثبت خطأه بل وخطورته
حيث أن شعبية هذه التيارات فى مرحلة معينة بنيت على ضعف الدولة
وغياب التنمية بمختلف أبعادها.
مرت 8 سنوات على ذلك الطوفان البشري حينما كان المصريون يقصدون ميدان التحرير من كل حدبٍ وصوبٍ
حتى غطت جموع البشر وأخفت شكل أرض الميدان التي اكتست بالمصريين الثائرين ضد حكم الجماعة الإرهابية.
تعتبر ثورة 30 يونيو أعظم الثورات، فى تاريخ مصر” التي شهدت “ميلاد مصر الجديدة العظيمة”.
وعلامة فارقة فى تاريخ مصر” مثلت “انتصارًا لشعب استرد وطنه المخطوف
من محتل غاصب من نوع جديد، محتل استخدم الدين لتغيير هوية المجتمع الوسطي
وستظل علامة فارقة في مسيرة مصر لأنها أسهمت عبر مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي
في إحداث أكثر من تغيير مهم في عدد من الجبهات َآن واحد.
وعادت ثورة الثلاثين من يونيو مصر لدورها التنموى فى دول القارة الأفريقية.
ونجحت فى أن تكون طرفا فى حل الأزمة الصليبية، وكانت ولا تزال الطرف المساند للقضية الفلسطينية
ورفضت التدخلات الخارجية فى الأزمة السورية، وشكلت مع السعودية ودولة الإمارات
محورا للدفاع عن المصالح المشتركة، ومع العراق والاردن مشروع “الشام الجديد”
واصبحت لها علاقات دولية وأوروبية وضعتها في مكانتها الطبيعية
وأصبح الجيش المصري من اقوى الجيوش في المنطقة.
أنقذ الرئيس عبد الفتاح السيسي الوطن من الضياع وقاد السفينة إلى بر الأمان
وحقق إنجازات عملاقة أصبحت حديث العالم، وما زال يبني ليصل بمصر إلى مكانها الاقتصادية العملاقة والتي أصبحت من الدول العظمي في إنتاج الطاقة
ولديها الكثير من أضخم واكبر محطات توليد الكهرباء في العالم.
اعترفت صحف عالميه وامريكية إن حجم المظاهرات المعارضة للإخوان في ثورة 30 يونيو
تؤكد أن السياسة المصرية تقف على أعتاب تغيير حقيقي
وإن الجماهير خرجت في الذكرى الأولى لجلوس محمد مرسي على كرسي الحكم
ليبعثوا له برسالة واضحة وهي أنه آن الأوان للرحيل عن السلطة”.
وان المظاهرات التي شهدتها مصر هي تحدٍ للإخوان واستعراض للقوة الشعبية
التي فاقت أعداد الذين احتشدوا للمطالبة بالإطاحة بنظام حكم الرئيس الراحل حسني مبارك.