رؤية نقدية لروائع سينمائيه
رؤية نقدية لروائع سينمائيه
بقلم / هاني عبدالرحمن
أحتل الهالك نابليون بونابرت النمسا و لم يكن في وجهة نظري الجيش الفرنسي وقتها بقوة عسكرية فذه كمثيله الأنجليزي مثلاً
و لتحقيق ذلك كان لا بد له من ثلاث
الأولي : ان يقسم البلاد و يفرق الناس و لا يجعلهم علي قلب واحد و ذلك ليضعف المقاومة
و بالفعل قام بفصل النمسا شمالاً و جنوباً و أبعدها ايضا عن حدودها البحرية
الثانية : ان يُجهل من استلي علي بلادهم و ربما اقنعهم ان تواجده لمصلحتهم و ليس هو بعدو لهم و هذه لا اظنه قد نجح فيها لذلك لم تطول فترة سطوة و احتلال الفرنس علي مصر كنظيره البريطاني
و أما الثاالثة : ان يستعين بجاسوس أو خائن يسهل عليه مهمته بأعطائه أماكن تمركز و تعداد جيش بلاده و ربما ايضا دب الخوف و الرعب في نفوسهم بتهويل قوة العدو و بالأخبار الكاذبه
و قد استعان نابليون بخائن
سهل الجاسوس مهمة نابليون الصعبة و بعدما تحقق له مراده اتاه الخائن ليستلم مكافائته الا ان نابليون ألقي له المال الي الأرض فأنحني الخائن و أخذها و اراد ان يصافح نابليون لكن الأخير رفض بدعوي انه لا يصافح الخونه
و لم يكتفي بونابرت بذلك بل بصق علي الجاسوس أمام جنود الجيش الفرنسي
ليخبرهم ان هذه هي مكانة كل خائن لوطنه.
معقل القردة (أرض العبيد)
تم تجسيد ذلك المعني في فيلم سينمائي بعنوان
war for the planet of the apes
الا انه يحمل أحداث و قصة مختلفة فهو يحكي عن قردة نجح الانسان في تطوير عقولهم ليخدموا مصالحه و يكونوا عبيدا لدي البشر
فالقرود بطبيعتها أقرب الكائنات الي الانسان الا انها في اكثر الأحيان تقلده دون فهم أو وعي
الا ان محاولة التطوير هذه أدت الي تواجد فيروس و انتشر فيما بعد بين البشر بقوة و كان يجعلهم يبدون كعاجزين عن الفهم و التفكير و حتي الكلام
دفع ذلك بالانسان ان ينوي ان يدمر و يقتل القردة جميعا و كأنهم هم من أخطئوا فدائما ما يتحمل الفقراء و العامة من الشعوب عواقب و تكلفة أخطاء قادتها و خصوصاً في الدول ذات السيادة الفاشية الظالمة
و الفيلم في وجهة نظري من أروع الأفلام العالمية فلقد عرض المشكلة و قسوتها و طريقة حلها و الخروج منها
و كان ذلك في خلال أحداث سينمائية مشوقة تمتاز بالخيال العلمي و الحركة و كذلك المشاهد الانسانية المؤثره
و أظن ان الكاتب حاول ايصال الكثير من الرسائل خلال ذلك الفيلم منها من أوافقه الراي فيها و منها في وجهة نظري أتت بمفهوم خاطئ لا أؤيده
و ان كنت أري ان الفيلم بصفة عامة أسقاط رائع علي قضايا و مشاكل في بلادنا أكثر من أي مكان اخر علي وجه البسيطة فهي بلغة الفيلم معقل القردة أو (العبيد)
ظني ان الكاتب يريد ان يقول ان ليس كل من اخطئ هو الذي يتحمل نتيجة خطئه بل الأضعف هو من يتحمل العواقب و في خلال ذلك يقوم الأقوي بأستخدام كل الوسائل الممكنة و ان كانت غير شريفة بدعوي كاذبة انها حرب مقدسة او ذات هدف نبيل (الحرب علي الأرهاب)
لا يكون النجاح الا بتخويف الشعوب من قوتهم و بمساعدة الخونة
لينال العبيد حريتهم لا بد ان يكونوا علي قلب رجل واحد باتحادهم و ان يكونوا علي وعي بعدوهم و من يكون الصديق الذي يبغي النفع لهم و ان استخدموا خلاف عدوهم مع عدو له في صالحهم علي ان يكونوا علي فهم بأن عدو عدوي ليس بصديق
و ان يكون كل هذا الجمع تحت أمرة قائد ذكي و مخلص و شجاع
كانوا بعض القردة خائنيين يساعدون البشر و يسموهم بالحمير و منهم من كان مختلف مع قائدهم و منهم من خان خوفاً من عقاب البشر و كلا الصنفين ماتا اما بيد البشر او حتي بيد القردة بني جنسهم
ليس بالضرورة ان يكون كل البشر (الساده) سيئون فمنهم من يساعد القردة (العبيد) لنيل حريته و حقوقه و هي في الغالب تكون في الخفاء و مساعدة ضعيفة علي قدر امكانياتهم و لا بد ان تساعد القردة نفسها اولاً و اخيرا لنيل حقوقها و حريتها.
بعدما انتصر القرود (العبيد) علي البشر (الساده) بمساعدة البشر الأقوي
كانوا علي وشك مواجهة العدو الأقوي هذا الا ان جبال الجليد انهارت لتغرق و تبيد كل الجيش و تكفيهم ما لا يقدرون علي مواجهته
{ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ }
أما ما أراه نقاط أو رسالات الفيلم الخاطئة و السلبية :
تردد قائد المقاومة في قتل القائد القاتل الظالم عندما اتيحت له الفرصة
بدعوي انه متسامح ففي رأي ليس لك الحق في ان تسامح في حق او دم غيرك ثم انه لا بد من ردع كل ظالم حتي يكون عبرة لغيره
نهاية كل من يبحث عن الثأر لا بد ان تكون القتل عقاباً له و ربما تسبب ايضا في قتل أقرب الناس اليه
و ان كان صحيح ان لا بد من التضحيات لبلوغ الحرية و هي أول ما يجب ان تكون و أقوي في صفات القائد المخلص
{ وَلَكُمْ فِى ٱلْقِصَاصِ حَيَوٰةٌ يَٰٓأُوْلِى ٱلْأَلْبَٰبِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
و في الاية الكريمة القصاص ليس مسموح به فقط بل هو أمر ألهي و من يفعله يكون ذو لُب (عقل واعي) بل و الأكثر جعله الله عز و جل من شروط بلوغ التقوي
{ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.