بقلم علي بدر سليمان
لاشيء يواسيك في ذاك المكان,سوى جدران رطبة
مهترئة تكاد من شدة خوفك تحس بأنها سوف تسقط
فوق رأسك, وزوايا ممتلئة بخيوط عنكبوت سوداء كبيرة
تتدلى نتيجة رياح شديدة تعصف, فتضرب نوافذ الغرفة
وضوء يهتز وكأنه كرة معلقة في الهواء ,تتحرك
جيئة وذهابا مايشبه حركة النواس.
وتحس بأنك تشاهد فيلم رعب, وأنك أنت البطل الوحيد فيه وأن الأرواح الشريرة تطاردك, وتريد أن تنال منك
وتجد في النهاية أنك بطل من ورق, تعيش في
مساحة من اللاوعي وحالة من الهستيريا.
وعالم من الأحلام الموحشة التي تنغص عليك عيشك وكل شيء جميل,
وصراع مع الذات وصراع مع الحياة ومفردات غريبة مكتوبة على الجدران ,تحس بأنها
تأكل جسدك تمزقه وتقتله.
وأفئدة أناس خائفين ,وكأنها صحراء تنازعها الرياح الشديدة فتنثر غبارها عبر الذكريات, وواحة الأوهام
وفسحة حمراء وجحيم الأمنيات.
وتعتقد للوهلة الأولى بأنك مربوط في حبل مشدود مربوط بإحكام وشيء ما يشدك بقوة, نحو فسحة
حمراء وجحيم بعدها.
تصحو بعدها لتكتشف أنه حلم مزعج, لكنه ليس أكثر وطأة من حلم حياة نصفها موت ونصفها الآخر معلق
في مساحة من العوز والفقر.
وعيون عمياء تصنع لك مسلسل درامي, يعرضونه على الشاشة الصغيرة يصورون لك فيه ,
حياة أولئك الأثرياء وصراعهم على المال والسلطة والنفوذ.
قتال شرس تزهق فيه أرواح حقيقية ,من دون شفقة أو رحمة.
بينما أنت تصارع أشباحا لاتعرف من هي وتجهل
هويتها ومن أجل ماذا تصارعهم ؟
وتسأل نفسك لماذا لاأكون أنا بطل ذلك المسلسل
فأنا من يجوع ,وأنا من يبرد ,وأنا من تعصف به الأوهام
والأوجاع والآمال المعقودة الغير محققة, وتتسائل من
أجل ماذا تقوم كل تلك الحروب الظالمة المجنونة
العبثية المدمرة, بالتأكيد ليس من أجل أن تعيش في
كرامة وعزة وأنفة وكبرياء.
بل من أجل أن تظل فقيرا بائسا ذليلا مظلوما تحسد الآخرين على معيشتهم,
وتظلم نفسك أكثر مما ظلموك هم فتظل تفكر كيف تحسن أسلوب حياتك دون جدوى.
وعندما تحاول أن تصل إلى المستوى الذي هم فيه
قد تكون تلك نهايتك.