Daftar Slot88
Slot777 Server Thailand
حوارات

لماذا الزواج..؟

لماذا الزواج..؟

بقلم /د.هبه الببلاوي

من كتاب الطلقة التانية

سؤال يدور في عقل الكثير من الشباب والشابات المقبلين على الزواج

لما يواجهونه من مشقة في الزواج كتكاليف باهظة وعبء المسؤلية

وللإجابة على سؤال لماذا الزواج يجب أن نتطرق للعديد من النقاط

فيقال: أن الزواج من الأشياء المهمة في الحياة وذلك لأنه يؤدي إلى تحقيق العديد من الفوائد للفرد والمجتمع

ولأنه ترابط بين شخصين بطريقة رسمية تتبع الدين والشرع,

فهو يقلل من الرذيلة والفحشاء, ويهدف إلى تكوين علاقة تدوم مدى الحياة،

وفي هذه العلاقة يجتمع شخصان بوصفهما شريكين لبعضهما في كل شيء, مادّياً وعاطفياً

بل ألّف الزواج بين القبائل والعائلات رغم إختلاف مفاهيم الزواج وطقوسه

وكل ما يتعلق به باختلاف الثقافة التي ينتمي إليها الزوجان وباختلاف المجتمع الذي يعيشان فيه.

تلك العلاقة فريدة من نوعها ومعقدة ودائمة ما لم ينفصلا بالطلاق.

وللزواج أهمية أجمع عليها رجال الدين والمختصون بالشئون الإجتماعية منها :-

الحد من التهور :

يميل الأشخاص المتزوجون إلى إظهار نسب أقل من المخاطرة في حياتهم،

فالمسؤولية التي يلقيها الزواج على عاتقهم تمنعهم من التصرف بتهور أو مغامرة،

فعندما يكون الشخص مسؤولاً عن أشخاص آخرين فإنه غالباً ما يكون أكثر حذراً،

كما أن الأشخاص المتزوجين عادة ما يبتعدون عن الممارسات غير الصحية

والتي قد تضر بصحتهم، وهو ما يجعل معدل الخطر الصحي عندهم أقل.

الود و الحب :

يحتاج الناس كثيراً إلى علاقة يشعرون فيها بأنهم محبوبين،

يقدمون من خلالها كل ما لديهم من مودّة وحبِّ لشخص آخر،

والعلاقة المثلى لتوفير هذا النوع من العاطفة التي يبحث عنها الإنسان على الدوام هي علاقة الزواج،

فهو يسهم بشكل كبير في جعل الحب أكثر واقعية وأريحية,

وهو ما يجعله متناسباً مع مجريات الحياة التي تتطلب المرونة والتطور المستمر مع الإبتعاد عن الأشياء غير المحببة

التي قد تحدث في علاقات الحب دون زواج أو ما قبل الزواج،

فالزواج مهم للغاية من أجل تحقيق هذه الحاجة الإنسانية.

كما يجعل الزواج الإنسان يفهم بأن الحياة لا تدور حول نفسه وحسب بل تقوم على تحمّل مسؤولية الأشخاص الآخرين أيضاً،

وإنجاب أطفال وتربيتهم بطريقة سليمة كي يسهموا في تطوير مجتمعاتهم،

وهذا ما يحقّقه الزواج الناجح،

كما أنه يسهم في جعل الإنسان يتطلّع إلى الحصول على كل ما هو أفضل وأكثر على الدوام،

فلا يكتفي بالحصول على القليل في حياته سواء على المستوى المهني أو غيره؛

وذلك لتوفير الحياة المريحة والجيدة لأفراد عائلته،

وهذا الأمر يجعل الحياة تبدو مفعمة بالمعاني الحقيقية التي تحقّق للإنسان السعادة التي يطلبها.

تقليل التوتر والإحباط :

إن الأشخاص الناجحين في علاقتهم الزوجية غالباً ما يظهرون نسباً أقل في معدلات التوتر والإحباط،

فالعلاقة الناجحة من شأنها أن تقلل من توتر الشخص وتخفف عنه أعباء الحياة المختلفة،

وتجعله مرتاحاً أكثر في حياته،

كما أنه يسهم في تحسين نظرته للحياة،

فالشخص المتزوج يميل إلى الرضا عن حياته أكثر من غير المتزوج.

ومع أن عملية الزواج نفسها قد تكون باعثة للتوتر والقلق بالنسبة للبعض،

إلا أن الحياة الزوجية نفسها تساعد الإنسان على تخطي الأشياء الأخرى المقلقة في الحياة

والتي قد تسبب له ارتفاع معدلات التوتر وبالتالي إصابته بالإحباط أو بأيٍّ من الأمراض النفسية الأخرى التي ينتجها القلق والتوتر.

الألفة بين شخصين :

يعتبر الإرتباط مع شخص اجتماعياً وعاطفياً من أهم الأشياء التي قد يحتاجها الإنسان في حياته،

والزواج هو الذي يوفر له فرصة مشاركة جميع تفاصيل الحياة مع الطرف الآخر،

وهو ما يُمدّه بالقوة والطاقة والسعادة التي تعينه على مواجهة الحياة،

وبالتالي فإن الزواج يجعل الحياة أسهل وأسلس،

كما أن الإتحاد مع شخص آخر يوفر الشراكة والرفقة التي يحتاجها الفرد لإكمال مسيرته في الحياة،

فلا أحد يحب أن يسير في حياته وحيداً من دون رفيق يعينه على الطريق.

مفيد للمجتمع :

يعتبر الزواج من أكثر الأشياء المفيدة للمجتمع الذي يعيش فيه الإنسان والأمة التي ينتمي إليها،

فأساس المجتمع القوي والذي يرتكز إلى قاعدة صلبة هي الزيجات الناجحة والقوية التي تحصل فيه،

فالأسر هي العامل الأكثر تأثيراً في تطوّر المجتمع وتحسين إنتاجيته على كافة الأصعدة،

وهذا التأثير يمتد على مدى أجيال كثيرة تتأثر بالمنظومة الأسرية التي يصنعها الزواج إيجاباً أو سلباً،

فكلما كانت عملية الزواج في مجتمع ما ناجحة أكثر، كان المجتمع أفضل من جميع النواحي،

وكان أقدر على بلوغ التميز والتفوق على المجتمعات الأخرى التي قد تنهار فيها بعض المنظومات نتيجة لانهيار منظومة الزواج كالمنظومة الأخلاقية وغيرها،

ما يعني ارتفاع معدلات الممارسات السلبية التي تقع في المجتمع.

تحقيق النضج :

يسهم الزواج في جعل الإنسان أنضج وأكثر وعياً بالحياة من حوله،

ففكرة أن يكون الإنسان مسؤولاً عن شخص آخر ومن ثمّ عن أطفال,

تجعله واعياً أكثر بالاشياء التي تحدث من حوله وبتصرّفاته كذلك،

وتجعله أيضاً محباً للاطلاع واكتشاف ودراسة الطرق الحديثة في تربية الأطفال ورعايتهم،

وهذا ما يساعده على أن يكون شخصاً أفضل في الحياة وأن يبلي بلاءً جيّداً في كلّ شيء يقوم به،

كما أنه يجعله قادراً على مواجهة الحياة العملية والنجاح فيها بصورة جيدة،

وخاصة إذا ما كان الزواج إيجابياً،

يسعى فيه كلا الطرفين لدعم الآخر وإمداده بالطاقة اللازمة له لخوض الحياة بالطريقة الإيجابية.

وتعتبر المشكلات في الحياة الزوجية من الأمور العادية,

فلا يوجد بيت يخلو من المشاكل، وتحل هذه المشاكل ويعود الصفو والود فيما بين الزوجين،

ولكن عندما تستحيل الحياة بينهما، وتجف القلوب،

وينفر كلاً منهما أو أحدهما من الآخر رغم إستخدام جميع وسائل الإصلاح فيما بينهما فإن الطلاق يُعتبر هو الحلّ النهائي والأمثل ..

فالإسلام ربط الزوجان بميثاق المحبة والمودة وليس الإجبار والتقيد،

فلا يمكن أن يعيش زوجان معاً وقلوبهما متنافرة,

كما قال تعالى ((وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا )).

فالبيت الذي يفتقد إلى أساسيات الوجود وهي المودة والرحمة والاستقرار والسكينة لا بد أن ينتهي ويتم الفراق للزوجين.

في معظم الحالات يكون الطلاق من الأمور السيئة للزوجين وخاصة عند وجود أطفال،

ولكن في بعض الحالات الأخرى يكون هو الطريق السليم والحل الصحيح وترتبط به عدة فوائد, سواء كانت على صعيد الزوجين أو الأبناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!