قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
{ إذا أدركتَ ركعةً من الجُمعةِ فأضفْ إليها أُخرى، فإِذا فاتَك الركوعُ فصلِّ أربعاً }
حديث صحيح رواه ابن أبي شيبه، وعبد الله بن مسعود مع إختلاف في النص( ومن فاتته الركعتان)، وصححه الألباني في إرواء الغليل.
*شرح الحديث:*
لِصَلاةِ الجُمُعةِ فَضْلٌ عَظيمٌ وأجْرٌ كَبيرٌ، وقد أُمِرْنا بالحِرْصِ على أدائِها مع الجَماعةِ والتَّبكيرِ إليها، وسَماعِ الخُطبةِ. وقد بيَّنَت السُّنةُ كيفيَّةَ صَلاتِها، وكيفيَّةَ قَضاءِ ما فات المُصلِّيَ مع الإمامِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: “مَن أدرَكَ مِن الجُمُعةِ رَكعةً”.أي: لحِقَ صَلاةَ رَكعةٍ مِع الإمامِ، والمرادُ: إدراكُه للرَّكعةِ الأخيرةِ. “فلْيُضِفْ إليها أُخرى”، أي: يَصِلْ رَكعةً أُخرى بالأُولى ويُوالِ بيْنهما بعدَ سَلامِ الإمامِ.ومَقصِدُ ابنِ مَسعود رضِيَ اللهُ عنه: أنَّه بذلك يكونُ قد أدرَكَ الجُمعةَ. “ومَن فاتَتْه الرَّكعتانِ”، أي: لو أدرَكَ مع الإمامِ أقلَّ مِن رَكعةٍ. بأنْ جاء والإمامُ ساجدٌ في الثانيةِ، “فلْيُصَلِّ أربعًا”، أي: فلْيَجعَلْ صلاتَه ظُهرًا. ومعنى هذا: أنَّ الجُمعةَ لا تُدرَكُ بأقلَّ مِن رَكعةٍ كاملةٍ؛ لأنَّها صلاةُ الكامِلينَ. والجماعةُ شرطٌ في صِحَّتِها، فاحتِيطَ لها ما لم يُحتَطْ لغَيرِها.
*صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.*