فاي عمل عقلي هو واع اولا وهادف ثانيا، وكلنا يعلم أن أمتنا السورية ظلت هي المنتجة للثقافة وأدواتها وللحضارة الإنسانية .منذ وجود الإنسان العاقل الأول على هذه الأرض وحتى القرنين الأخيرين .
إن السوري هو المليء وهو المنتج للثقافة وأدواتها طيلة ما يعرف بالعصور القديمة والوسطى . وكان الخارج هو المتلقي المستهلك المتعلم لهذا الإنتاج.
وفي القرنين الأخيرين بدأ هذا الخارج يحقق إنحازاته الثقافية وقام بتوجيه كل وسائله من اجل تدمير تلك الصورة الحضارية خاصة والعربية عموما على مستوى الواقع ومستوى الذاكرة . وقام الغرب بعملية تزوير ممنهج ومنظم للتاريخ وترسيخه في عقول الناشئة جيلا بعد جيل.
عملوا على:
إلغاء أسم سورية والسوريين والعرب من التاريخ القديم كله. وإمعانا في تغييب اسم سورية والسوريين من التاريخ القديم فقد اخترعت تسميات جيوسياسية حديثة لا تنم عن وجود أية صبغة قومية لشعب من الشعوب أو امة من الأمم .هذه التسميات التي جرى تعميمها والتزمت بها كل المؤسسات السياسية والثقافية والتعليمية هي{ الشرق الأوسط آسيا الأمامية جنوب غرب آسيا} .
. مع تواتر نتائج المكتشفات الاثارية على الأرض السورية وبخاصة منجزات الدولة السورية المركزية. اول دولة في تاريخ المجتمعات الإنسانية بالمفهوم السياسي والإداري والثقافي والاقتصادي والعسكري .فقد تم تغييب اسم الدولة والشعب خلف يافطة اسم العاصمة مثال{ الدولة الآكادية والشعب الأكادي، واللغة الأكادية. حينما كانت العاصمة أكاد، ثم البابلية والشعب البابلي واللغة البابلية، ثم الدولة الآشورية والشعب الآشوري واللغة الآشورية. علما أن اللغة واحدة والشعب واحد والأرض واحدة هي ارض سورية وشعبها السورية ولغتها السورية السريانية وهي التي شكلت أول حكومة مركزية واحدة من أمة واحدة عظيمة.
وإصرارا على تغييب أسم سورية والسوريين من الذاكرة فقد عمد مفبركوا التاريخ والأعراق في الغرب إلى النبش في مدونات التوراة عن أسماء مستنفذة لم تكن تدل على شيء ثم جرى اسقاطها على جزء من سورية هو” العراق” حيث لا يوجد في تاريخ المنطقة القديم كله مثل هذه التسمية ، لأن العراق في القواميس شاطيء النهر، ومن النهر حاشيته ومن أدناه منتهاه ولم يكن أسما لجنس أو كيان سياسي او قومي في يوم من الأيام.
من تلك الأسماء ” رفيديم” ومقطع” يم” هو علامة في لهجة الكتعانية اليمنية مثل” ابرا” و” عبرا” تصبح ابرام وعبرام اي العابر وجمعها إبرايم وإبراهيم والكلمة” رفيدم” اسم لعشيرة قديمة هي عشيرة رفيدم او ” الرفيدات” كانت منازلها في سرد اليمن الممتدة من صعدة إلى نجران، والكلمة في القاموس السرياني تعني باعة الأشياء الثقيلة مثل” البر والغذاء واي قوت آخر” ومن الكلمة جاءت الرفادية والسقاية في الحج وهم من عشيرة مدين احد ابناء إبراهيم من زوجة قطورا ، وقد التحقوا بأصحاب الأيكة ومارسوا بيع المواد التموينية عن طريق القوافل التجاري الدولي الصاعد من اليمن وعرفوا بغشهم في الميزان.
وما زال جبل ” احد رفيدة” في غرب نجران يحمل الإسم إلى اليوم فقد نقلت هذه التسمية التوراتية لتترجم إلى الرافدين ولتعني النهرين ” دجلة والفرات” ولتسقط على ارض ماصار يعرف بالعراق.
. بالرغم من أن الوثائق السورية التي هي أغنى وثائق كتابية على وجه الأرض لم تأت على ذكر هذه التسمية للنهرين فإن النخبة العراقية المثقفة تلقفتها ووضعتها قيد الاستخدام دون تردد وصار يعرف في ادبياتهم ” ارض الرافدين، وبلاد الرافدين”
. بعد الاحتلال الأمريكي لهذا البلد أخرجت من الأدراج مخططات التصنيف الجديد الذي جعل العراق ثلاث كيانات،” شيعية. سنية.. كردية” وأخذت النخب المثقفة تتعامل مع هذا الإفراز الجديد كأمر واقع ، فالكرد اصبح لهم قوميتهم والعرب تحولوا إلى مذاهب.
واتجهت أنظار الغرب إلى تفتيت سورية الغربية من خلال جحافل من الإرهابيين الذين قدموا من كل العالم مدعومين ومتادلجين بكل مايلزم لتفكيك سورية الغربية كما فتتوا سورية الشرقية..
وهذا مشروع استعماري قديم يتجدد في كل ما سنحت له الظروف..