شعبنا الحر الذى كان طعينا….طاوى الصدر على الجرح سنينا

عاد عملاقاً قوياً شامخاً …. عالى الريات لا يحنى الجبينا

جيشه الباسل داوى جرحه …. و شفى الصدر بقهر المعتدينا

حينما أطلق فرسان الحمى …. يكتبون المجد فى صفحة سينا

حينما قيل: أعبروا فإندفعوا …. يصنعون الفجر و النصر المبينا

و صحا العرب على هبتهم …. يشهدون الحلم قد صار يقينا

يا أخى الزاحف بالأرض الحبيبة …. مرجعاً للأم سيناء السليبة

قد محوت العار عن أعراضنا …. باذلاً روحك للمجد ضريبة

إن أخذت الثآر من واترنا …. و أذقت البغى أهوالاً رهيبة

إن يوم العاشر من رمضان يذكرنا بأيام المجد و الخلود و إن كان قد سبقها فترة عصيبة على الشعب المصرى بعد ما حدث فى يونية ١٩٦٧م حيث عاش الشعب المصرى ست سنوات إستعداداً لمعركة الخلود كان الشعب و الجيش و الشرطة فى حالة إستعداد تام فالمدرس فى مدرسته كان بجانب تعليمه أبناء الشعب يقوم بدور التوعية و التثقيف و تحفيز الطلاب بأهمية الجهاد و التضحية لتحرير تراب الوطن الغالى ، و العامل فى مصنعه و الواعظ فى مسجده و البابا فى كنيسته و الطبيب فى مشفاه كلٌ كان يتبارى فى التثقيف و التوعية بالمرحلة الحاسمة .

إن جموع الشعب تفانت فى التبرع بالمجهود الحربى الذى يظهر معدن الشعب الأصيل وقت الأزمات ، الكل وراء الجيش فى تجهيزه و إعادة تسليحه على أعلى مستوى من التسليح العسكرى و كان الجيش المصرى عند حسن الظن فإنتفض كالطوفان يوم العاشر من رمضان ليدمر مراكز الطغيان و يقتحم خط برليف المنيع فى براعة الفرسان المصريين العظام .

إن القادة المخلصين و الجنود الأشاوس الذين ضربوا أروع الإمثلة فى التضحية و الفداء حتى توجوا بالنصر العظيم هم من قال فيهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( هم خير أجناد الأرض ) ، سجلوا بدمائهم الطاهرة أعظم ملحمة فى التاريخ و أبهروا العالم ببراعة و صلابة الجيش المصرى و قهر العدو فى معركة يسجل التاريخ أنها أم المعارك .

إن ما حدث فى معركة الشرف و الكرامة ملحمة عسكرية يقف التاريخ أمامها طويلاً و يذكر أن تقنياتها العسكرية ببراعة الفرسان تدرس فى كل الكليات العسكرية بعبقرية المقاتل المصرى الذى إسترد أرضه و صام عرضه و طرد المعتدى شر طرده.

ولا ننسى موقف أشقائنا من الدول العربية مواقف مشرفه يسجلها التاريخ فى حروف من نور فهذا الملك العظيم المرحوم الملك فيصل ملك السعودية الذى أخذ قراراً أذهل العالم كله بقطع بترول الخليج عن الغرب لمدة شهر بل و أصدر أوامره أن تعود السفن المحملة بالنفط و تغير مسارها و تعود إلى أرض الخليج ، كان قراراً كفيل بتعطيل الحركة و المصانع فى أوروبا و شلل الحياة تماماً و توقفت جميع الأنشطة فيها مما إضطهرهم إلى إرسال الوفود إلى أرض السعودية و على رأسهم هنرى كيسنجر لإثناء الملك عن قراره فكان رد الملك العظيم على كيسنجر فى عظمة العربى الشهم النبيل : تنسحب إسرائيل فوراً من كل الأرض العربية التى إحتلتها و تعود إلى حدود ٤ يونية ١٩٦٧م و لن يتم تصدير نقطة بترول واحدة و أرضنا محتلة و لسنا فى حاجة إلى تصدير نفط و قال كلمته المشهورة (التمر و اللبن هو طعام أجدادنا و هو أيضا طعامنا) بل و أصدر أوامره بتجنيد كل ممتلكات المملكة من مال و سلاح و رجال مقاتلين للوقوف بجانب مصر .

و الموقف النبيل من رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد الذى قال :(ليس النفط العربى بإغلى من دماء العرب و كرس كل أجهزته من مال و سلاح و رجال للوقوف بجانب مصر).

و هذا الموقف تمثل أيضا فى أمير الكويت و دولة الجزائر و ليبيا و السودان و بقية الأشقاء العرب الذين لم يدخرواما لديهم من سلاح و جنود لمعركة الشرف و إنتصرت مصر و إستردت كل شبر من أرض سيناء بعد معركة يشهد التاريخ بعظمتها و براعة فرسانها المصريين و تيقن العدو أنه لا طاقة له بمواجهة هذا العملاق العظيم ، جيشنا المصرى الهمام فتحية تقدير و عرفان اكل أبطالنا الشجعان و تحية تقدير و إحترام و عرفان لكل أشقائنا من أمة العربان و علينا أن نتذكر بالحب و التقدير و العرفان شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم و أرواحهم الطاهرة و سجلوا بدمائهم أعظم ملحمة حربية توجت بالإنتصار و العز و الفخار فتحية تقدير لجيش مصر الهمام و إلى القيادة الحكيمة فى تصديها لجماعات الإرهاب و ما يحاك للوطن من مؤامرات وقف الله قيادتنا و جيشنا و شرطتنا لحماية أمن و آمان الوطن الغالى .