ابراهيم عطاالله يكتب نجاح ساحق بمسرح البالون لمخرج كبير اسطورى فنان كبير بدرجه انسان ايام العز مسرحيه ألقت نجاح مبهر بين مسارح الدوله ولنا لقاء مع مخرج العرض الدكتور عبد الله سعد مخرج الأوبرا الأول في مصر والشرق الأوسط ،فنان له طموح فنى كبير ورؤيه رائعه في المسرح لكن للاسف الميزانيات الحكوميه لم تساعده علي تحقيق طموحاته الفنيه الرائه بدأ دراسته بقسم الغناء بكونسرفتوار أكاديمية الفنون بالقاهرة ،التحق بفرقة أوبرا القاهرة كمغنى ،وعمل كمساعد مخرج بجانب ممارسته للغناء، لاحظ عدم وجود مخرج أوبرا متخصص، فأراد أن يمتهن هذه المهنة، وتخرج من قسم الغناء عام ،1981وكان ترتيبه الأول على الدفعه، وعمل معيدا بالمعهد منذ تخرجه ،طلب من الدكتور عز الدين إسماعيل رئيس الأكاديمية آنذاك والدكتوره سمحة الخولى عميدة الكونسير فاتوار رغبته فى دراسة الإخراج الأوبرالى، وبما أن هذا التخصص الدقيق لم يكن موجودآ بالأكاديمية فتمت المناقشات لإيجاد هذا القسم، وقد تحقق فى عهد الأستاذ الدكتور فوزى فهمى، وتقدم عبدالله سعد ليكون أول من درس بهذا القسم ، وحصل على دبلوم الد راسات العليا بقسم المسرح الموسيقى، وتخرج من هذا القسم فيما بعد عدد من المخرجين المتخصصين فى الأوبرا الآن، مما كان له
الفضل فى ايجاد هذا التخصص الدقيق ، وعمل عبدالله سعد مساعدا للإخراج مع كثير من المخرجين العالميين أمثال رولاند إالياس ( أمريكا ) ، فيتوريو روسى، جان كارلو ديلموناكو ، اتيللو كولونيللو ( إيطاليا ) ، ميشيل جييس ، ميشيل أرشمبو ، جان لوى بيشون ( فرنسا ) ،بلامن كارتالوف ( بولندا ) ، ثم سافر بعدها إلى إيطاليا موفدا من وزارة الثقافة وحصل على جائزة الدولة فى الإخراج للأوبرا ،درس الإخراج باكاديمية الدرام والمسرح ( سيلفيو داميكو ) بروما ، وحصل على الدكتوراه فى مجال الإخراج الأوبرالى ، ويقوم بالتدريس في المعهد العالي للموسيقى الكونسيرفاتوار، وعدد من الجامعات المصرية ، اشترك عبدالله سعد بالغناء في عدة مسابقات ومهرجانات دولية أيضا فى مجال الغناء، و أعماله الإخراجية للأوبرا أشاد بها النقاد المصريين والأجانب معتبرين أعماله على مستوى لا يقل عما يقدم بالخارج ، وأبرز تعليقاتهم التى تحدد ملامحه الإبداعية كمخرج أوبرا محترف و متميز ، مخرج في طريقه للعالمية ، المخرج الذي يحقق الهدف بتقنية فنية عالية ، لا يخرج عن الأطر المرسومة للشخصيات، متفهما بحرفية عالية للمؤلف الموسيقى ، والنص الدرامي ، يحقق في أقل وقت من البروفات ما يريد
لعمله ، مما يدلل على فكره المنظم ، يتعامل مع المجاميع محدثا تشكيلات تثرى العمل ، يتميز بالرؤية اللونية في اختيار الملابس والإضاءة معمقا دلالاتها ، من المخرجين القلائل الذين يستخدمون خشبة المسرح كاملة في كل عروضه ما بين عمق وارتفاع ، يهتم اهتماما بالغا بالأداء التمثيلي لمغنى الأوبرا بتدريبات حرفية الممثل لأن معظمهم لم يدرسونها،مما يضفي صدق الأحاسيس وروعة الأداء على أدائهم.
التقيته للتعرف على عالمه الإبداعي المتميز ،وطرحنا معه عدة قضايا تتصل بفن الأوبرا ، وبه شخصيا كفنان موهوب، باحثين عن إجابة لتساؤلات عديدة، وكان هذا الحوار.
* ما مواصفات مخرج الأوبرا ؟ وما الفرق بينه وبين مخرج الأوبريت؟
ـ يمكن لأي مخرج مسرحي عمل أوبريت باللجوء للمتخصصين في الموسيقى والاستعراضات كل في مجاله ، واهتمامه الأساسي إنما ينحصر في إخراج مناطق الأداء التمثيلية والربط بينها وبين كل عناصر عمله وهذا لايقلل من إبداعات هؤلاء المخرجين ورؤيتهم الفنية العالية بالرغم من عدم دراستهم للموسيقى، ولدينا كثير من المخرجين العظماء ، أما مخرج الأوبرا فلابد من توافر شروط محددة فيه، من دراسة موسيقية مع تفهم كامل لعمل الأوركسترا، ودراساته المختلفه فى المجالات الأخرى كالرقص بأنواعه وعصوره المختلفه كذلك الملابس المسرحية والإكسسوارات والإضاءه الخ مع إلمامه بتاريخ الشعوب والحضارات ، والتفهم التام لأنواع وطبيعة الأصوات البشرية، مع حرفية توظيفها في الغناء ، ويفضل أن يكون مغنيا أصلا أو موسيقيآ .
*ما موقع الأوبرا العربية على خارطة فن الأوبرا ؟
ـ التأليف للأوبرا العربيه يتطلب مؤلف موسيقى يجيد
تلحين وعزف الجمل اللحنية الشرقية والعربية، ليكون هناك خصوصية تميزنا كمجتمع شرقى وعربى ، وطابع خاص بنا، وليس تقليدآ للغرب، وهذا ليس معناه أننا لانواكب مايحدث فى العالم، وخصوصآ ونحن لدينا معاهد موسيقية وكليات وأكاديمية فنون بها تدريس على أعلى مستوى، ولكن نحن للآن ليس لنا وجود على المستوى العالمي فى مجال الأوبرا ، ولكن الموسيقى الأوركسترالية والسيمفونية فلدينا الكثير من الأعمال التى تقدم فى أعظم دور ومسارح الأوبرا فى العالم ، ولكن معظم ما أنتجته التجارب المحلية فى الأوبرا العربية لايعدو كونها مجرد تجارب نجاحها وفشلها محلى ، لانستطيع أن نقيمها أو نحكم عليها ، ولكن نضعها فى الإعتبار كإرهاصات لخلق إتجاه يشجع المؤلفين على العمل عليه، وخصوصآ الراغبين فى ذلك لأن هناك الكثير من الموسيقيين الذين لديهم اعتقاد أن العمل الأوبرالى ليس مربحآ كتلحين أغنيه لأى مطرب، وهذا يدل على عدم إيمانهم بقضية الأوبرا كفن راقى ،ولكن هناك تجارب لعمل أوبرات عربية جمعتنى بالفنان منير الوسيمى الذى تفاعل معى فى السير فى هذا الإتجاه بعدما عرضت هذا الموضوع على الكثير منهم ولم يتفاعلوا، بحجة أنها ليست قضيتهم، وبدأنا بأوبرا
طرح البحر حيث وضعت الرؤيا الدرامية والإخراج، وكتب النص الدرامى والأشعار أحمد الحداد، ووضع موسيقاها الفنان الكبير منير الوسيمى، ديكور وإكسسوار وإضاءه الفنان عمرو عبدالله، وقيادة المايسترو دكتور أسامة على، وقدمت لأول مره فى سلطنة عمان بدار أوبرا مسقط كانت نتائجها مشجعة وعلى المستوى الفني المطلوب والراقى، وأحسن الجمهور استقبالها.ثم إستأنفنا العمل فى أوبرات أخرى مثل حتشبسوت فى بلاد بونت، وأوبرا على بابا والعصابة، وهناك الكثير من الأعمال التى سوف نقوم بتنفيذها ،ولن أغفل بذلك أن هناك تجارب للأوبرا العربيه والمصريه ذات الطابع الخاص ، وهى الصور الغنائية التى كانت تقدم مسموعة بالراديو ، وفى رأيى أنها من نماذج الأوبرا العربية الناجحة لإحتوائها على لحن وتوزيع عربى وكلام متوافق مع الأذن العربية ، ويمكن أن تقدم على المسرح مع إعدادها لذلك لتتناسب مع الشكل المرئى .
* وما السر في ذلك؟
المهم أن أقوم بتأليف عمل غنائي تتوافر فيه المواصفات الفنية والمقومات المتعارف عليها لتوصيلها للجمهور ، من حيث طبيعة الغناء ، وأسلوب التلحين ، والتأليف والتوزيع الموسيقى ، وعلى مستوى الكتابة ما يتناسب مع طبعيتنا كعرب ، من حيث الجمل الغنائية العربية والجرس الموسيقى ، دون فذلكة ولا حذلقة ، من محاولة استخدام تونات ( طبقات ) موسيقية عالية لمجرد أن تبدو غناء أوبر إلى ، أو استخدام حليات غير مطلوبة لنوعية الجمل الموسيقية المغناة ، إضافة إلى أن المؤلف يجب أن يحسن و يتقن سر وأهمية التآلف بين الأصوات ، وإستخدام الجمل الموسيقية الغنائية بمفهوم الجملة الموسيقية والمستوى الصوتي ، والطبقة المضبوطة المتناسبة والمناسبة لصوت المغنى ، وضمن التجارب على سبيل المثال أوبرا زواج فيجارو نموذج لأوبرا ترجمت للعربية ، واستصيغت الجمل العربية على ألحان موتسارت ، وأحسن الجمهور استقبالها أكثر من دون جيوفانى ، وكوزي فان توتى ( هكذا يفعلن ) .
*ما هو موقع الأوبرا المصرية الفعلي على صعيد فن الأوبرا العالمية؟
ـ دار الأوبرا المصرية معروفة عالميا ، وهى عريقة منذ أيام الخديوي إسماعيل ، و قدمت فيها الأوبرات القديمة والأعمال الفنيه العالميه وبعد حريقها فى 1971 تقلص النشاط قليلآ حتى تم بناء المركز الثقافى المصرى ( دار الأوبرا الحالى بالجزيره ) وإستؤنف النشاط بالأعمال العالميه والمحليه وأصبح منارة فنيه وصرح كبير، ولها تواجدها على المستوى العالمي ، وتستقطب فرقا عالمية لها سمعتها وتاريخها.
*كيف ترى النظرة العربية تجاه هذا الفن ؟
ـ كثير من الدول العربية تقدم أوبرات وخاصة أوبرا عايدة مثل أبو ظبي ، والكويت ، وقطر ، ودبي ، والهدف ليس استحسان الجمهور للتجربة في حد ذاتها ، ولكن هي محاولة للتعرف علي هذا الفن ، وبعض الدول العربية تفكر في بناء دور للأوبرا ، وفي مصر يتزايد
عدد مرتادي دار الأوبرا من مختلف الأعمار وخاصة الشباب ، وبحكم تخصصي في هذا المجال وحيث أقوم بتدريسه في عديد من الجامعات أوجه الطلاب لحب وفهم هذا الفن.
* ما مدى استفادتك من دراستك للأوبرا في إيطاليا؟
ـ من قبل سفري للبعثة وأنا أعمل وأخرج الأوبرات في مصر ، وطبعا أثقل العلم موهبتي ودراستي،وسفرى لإيطايا قد أفادنى كثيرآ بالإحتكاك والمتابعة ،وزيارة مسارح الأوبرا، وحضور المنتديات الفنية المختلفة، وإكتساب اللغة والثقافة وحصلت على أعلى الدرجات العلمية في الإخراج من إيطاليا ، واتضح هذا جليا في إخراجي لكثير من الأوبرات مثل عايدة ، زواج فيجارو ، إكسير الحب ، توسكا ، سر سوزانا ، مدام بتر فلاى ، الأمبرزاريو ، الصوت البشرى ، التليفون. لاترافياتا ,ريجوليتو . الشهامه الريفيه وأوبرا المهرجون.الخ
أين المسئولون فى الثقافة من هذا الفن الراقى ؟
للأسف هناك عزوف عن متابعة فن الأوبرا و من المسئولين من يعتبره فنآ دخيلآ على المجتمع ، بالرغم من دعوتهم المتكرره لمتابعة أعمالنا إلا أن إعتذاراتهم المتكرره بحجج غير مفهومة، ودار نقاش بينى وبين أحدهم ذات مرة