كتب: خالد البسيوني.
هل تساءلت يومًا عن من يقف خلف تلك الموسيقى الساحرة التي تلامس أوتار قلبك؟ من هو ذلك الساحر الذي يحول مجموعة من النوتات الموسيقية إلى عمل فني متكامل؟ إنه الموزع الموسيقي، ذلك الحرفي الماهر الذي يصقل الخامة الموسيقية ليخرج بها إلى النور بأبهى صورة.
نمتلك في وطننا العربي العديد من الأساتذة في مجال التوزيع الموسيقي، واحد من هؤلاء الكبار هو الموزع الموسيقي محمود جراد، ننطلق سويًا في هذا المقال لنحاول معرفة بعضًا من أسرار مشواره الفني الناجح على جميع المستويات.
منذ أن بدأ يبحث عن ذاته، كان محمود جراد يعلم أن الموسيقى هي لغته التي يعبر بها عن كل ما يشعر به، بدأ شغفه بالموسيقى في سن مبكرة، حيث كان يقضي ساعات طويلة يستمع إلى مقطوعات موسيقية متنوعة، ومع مرور الوقت، تحول هذا الشغف إلى مهنة حقيقية.
قال “جراد” خلال حوار صحفي معه: “السبب وراء تعلقي بالموسيقى هو نشأتي وسط عائلة فنية لهم باع طويل في مجال الموسيقى، فبعضهم فنانين وأساتذة في معاهد تعليم الموسيقى، مما أتاح لي فرصة التعلم في سن مبكر وشجعني على تحويل الموهبة إلى احتراف”.
أضاف، لا يقتصر دور الموزع الموسيقي على مجرد اختيار الآلات الموسيقية المناسبة، فهو يحتاج إلى مجموعة واسعة من المهارات، منها:
المعرفة الموسيقية النظرية: فهم النوتات الموسيقية، الإيقاعات، الألحان، والتوافقيات.
الإبداع: القدرة على ابتكار أفكار جديدة وتجربة أساليب مختلفة في التوزيع.
الحس الموسيقي: تمييز الأصوات المختلفة وتقدير الجودة الفنية للأداء.
التعاون: العمل مع الفنانين والموسيقيين الآخرين لتحقيق رؤية مشتركة.
التقنية: إتقان برامج التوزيع الموسيقي الحديثة.
وتابع، بدأت رحلتي الموسيقية عام ١٩٩٨، وبالتأكيد لم تكن رحلة خالية من التحديات والصعوبات، لكن كان أمامي دائمًا هدف يجعلني أتغلب على تلك العقبات وهو أني أريد أن أضع اسمي مع كبار الموسيقيين العرب، ذلك ما كان يحفزني بشكًلا دائم للمواصلة.
كما أكد على أن جميع أعماله الفنية قريبة إلى قلبه، لأنه دائمًا ما يحاول أن يعبر عن مشاعره وعن ذاته في كل عمل فني ينتمي إليه لذلك يجد جميع أعماله هامة ومؤثرة بالنسبة له، لكنه بالتأكيد فرح بالنجاح الكبير الذي حققته مقطوعته الموسيقية التي حملت اسم “الجوكر”.
اختتم محمود جراد حديثه قائلًا: “ما يجعلني أشعر بالنجاح هو التفاف الجمهور حولي في كل مرة نلتقي، ودعمهم المستمر لي يجعلني أشعر بالمسئولية، وأعمل جاهدًا على أن أقدم لهم أعمالًا قيمة تليق بالجمهور العربي الذي أحترم ذائقته بشدة”.