المفكر طارق فايز العجاوي
حقيقة منذ مئات السنين ونحن نطيل الحديث ونقول ونكثر القول عن عظمة الاسلام وكماله وشموله وخلوده وانه الحل الانجع الذى لا حل بعده لكافة مشاكلنا ومشاكل الارض
قاطبة ولكن الواقع يقول اننا لا نجاوز او نعدوه ولا نريد فعلا ان ننتقل منه الى العمل الفعلى لتطبيق الاسلام كى نغير الواقع حتى نقدم الدليل الحى الواضح على صحة ما ندعى وصحة المقولات التى نطرحها فى حماس شديد والحاح بالغ
فالكثير من الدعاة والمتحدثين عن الاسلام يصرون على ان يتعاملوا مع الناس من حولهم بشروط هم يفرضونها وعلينا الخضوع لها مانحين انفسهم حق ترتيب الاولويات لهولاء الناس ومتصورين للتغير
والاصلاح منهجا يبدأ خارج الواقع ويتحلل من الضوابط والشروطالموضوعية التى تحكم هذا الواقع وتحركه لذلك فالنتيجة الحتمية لهذا المنهج المتعسف ان يبحث الناس فى هذا المنهج الذى يقدمه الدعاة المسلمون –
من منظورهم – عن حلولمشاكلهم الحقيقية القائمة فلا يجدون لكثير منها موضعا ولا ذكرا فى برامج اؤلئك الدعاة وانما يجدون حقيقة بدلا منها حلولا لمشاكل غير قائمة او موجودة واهتماما مبالغا فيه بقضايا هامشية او فرعية او جزئية لا يتصور ان يكون لها فى التصور الاسلامى القويم ذلك المكان الرفيع وتلك المكانة الكبيرة التى ينحلها لها اؤلئك المتحدثون باسم الاسلام وهكذا يستقر فى وجدان كثير من الناس ولهم العذر
فى ذلك ان ما يطرح عليهم باسم الاسلام لم يعد مجديا نافعا ولا حتى صالحا ولا متصلا بواقعنا الذى يعرفونه ويعايشونه ويشتغلون به ومن العسير والصعب بعد ذلك ان نبقى نردد على الناس فى كل مناسبة ان الاسلام غير المسلمين وان هذا الطرح الذى يقدم اليهم على انه الاسلام ليس الا تفسيرا ناقصا ذاتيا او فاسدا لمبادىء الاسلام ونصوصه
فليس كل الناس قادرين على تجاوز النماذج التى تقدم اليهم والبحث عن تفسيرات اخرى سليمة وصحيحه لنصوص ومبادىء الاسلام
على كل الاحوال ارى ان العيب فينا عندما نتصدى لطرح هذا الدين السمح دين الفطرة السليمة الصحيحة – ويحظرنى ونحن بهذا الصدد قول احد دخل حمانا حديثا بقوله الحمد لله اننى عرفت الاسلام قبل ان اعرف المسلمين – فحبذا لو توقفنا عن الاستغراق الكامل فى محاولات الاستدراك والمراجعة على الطروح الفاسدة لمبادىء الاسلام وان نتوجه بالضرورة الى تقديم رؤية جديدة للاسلام ومبادئه نستمدها من منهج واضح فى فهم حقيقة الاسلام ووظيفته ومنهج واضح كذلك فى كيفية التعامل مع النصوص الدينية نكشف عنه ونوضحه حتى يصبح التفاف الناس حول الطرح الجديد قائما على اساس معلوم وليس انتقاءا عشوائيا بين طروح متعددة ومتساوية يدعى كل منها احتكار الحقيقة وحيازة الصواب
والواقع ان الحديث عن حاجتنا نحن المسلمين اليوم الى الاسلام تبع من ما يجول فى خواطرنا من اسئلة بخصوص تلك الحاجة من واقعنا المؤلم المر والذى حقيقة لا نستطيع التصريح بها او البوح بفحواها الا ان اكثرها الحاحا يتمثل بتسولات كثيرة اهمها
******* هل نحن فى ازمة حقيقية فى عصرنا الحالى وبحاجة ماسة لحلها وهل هى ازمة خاصة بمعنى تخص ابناء امة الاسلام ام ازمة عامة بمعنى ازمة عالمية تحكمها ظروف التطور التاريخى العام وهل يملك الاسلام الحلول لمشاكلنا بمعنى هل هو الدواء لكل امراضنا وايضا هل فيه الاستجابة لحاجاتنا فى ظل ظروف جديدة فى عالم جديد ؟؟؟؟؟؟؟
وللاجابة نقول وبخصوص هل نحن نعيش ازمة حقيقية لا يحتمل المماطلة او المكابرة يجب ان نعى جيدا ان مظاهر هذه الازمة تكمن فى ثلاث امور اساسية هى
1- الثابت ان اكثر الدول الاسلامية منقوصة الاستقلال السياسى او الاقتصادى وهى بالتالى تابعة وتتفاوت درجة التبعية من دولة الى اخرى — وهى اساس واس العلل وسنامها — وهذا امر واضح وجلى لا تجوز المكابرة فيه بل ان اكثر الشواهد ترشدنا الى ان استمرار الهوة والفجوة بين الدول الصناعية المتقدمة وبين الدول الصغيرة التى لا تزال تشق طريقها نحو التقدم من شأنه ان يثبت هذه التبعية وان يقلل فرص الاستقلال الحقيقى لهذه الدول النامية
2- حقيقة لم يتحدد بعد الشكل الثقافى والاجتماعى لغالبية المجتمعات الاسلامية فنظامها القيمى غير واضح المعالم ونظام العلاقات الاجتماعية فيها ليست له صورة معلومة وكثير من القضايا الاساسية الخاصة بالثقافة واساليب المعيشة وعلاقات الناس بعضهم ببعض وعلاقاتهم بالامم الاخرى لا تزال قلقة ومعلقة
3- واقع الحال يقر ان اكثر الدول الاسلامية متخلفة اقتصاديا وقدرتها على الانتاج والتصنيع وبالتالى التصدير قدرة محدودة للغاية مع ملاحظة ان الرخاء الذى تعيشه بعض الدول الاسلامية رخاء عارض اتاحه ظهور النفط وارتفاع اسعاره ومبادلته بسلع جاهزة انتجها الغير حتى اصبح الصحيح اننا نستورد غذاءنا وكساءنا ودواءنا ………….. الخ ( فلا خير فى امة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع …………… )
وبعد ما زالت هناك تساؤلات تخطر ببال كل مسلم وهى ملحة للغاية وهى بلا شك تقع على رأس هرم تلك التساؤلات الا وهى كيف نوفق بين مبادىء الدين وقيمه وشرائعه وشعائره من ناحية وبين صور الحياة المعاصرة التى افرزتها المدنيات الاخرى والتى حقيقة نبت بعضها فى تربتنا الاسلامية وذلك نتيجة لتطورات موضوعية طرأت وتطرأ تباعا على تلك التربة
*************************** الى الجزء الثانى بحول الله
التالي
منذ 3 أسابيع
الاعتراف الاخير ..
منذ 3 أسابيع
المكان الوحيد فى الدنيا الذى اهرب من الذهاب إليه
منذ 4 أسابيع
المرأة والأمان : “حق لا يقبل المساومة”
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!