اخبار عربيه
سعادة السفير عصام عابد يفتتح مساء اليوم الأربعاء معرض التشكيلي نايل ملا “رائد فن المصغرات”
سعادة السفير عصام عابد يفتتح مساء اليوم الأربعاء معرض التشكيلي نايل ملا "رائد فن المصغرات"
منصور نظام الدين : جدة :-
يفتتح سعادة السفير عصام عابد الثقفي السفير بوزارة الخارجية والسفير الأسبق لخادم الحرمين الشريفين ببروناي والإرجنتين والنرويج واندونيسيا- مساء اليوم الأربعاء الأول من غرة جمادى الأولى الموافق 15 نوفمبر معرض الفنان التشكيلي نايل ملا، أحد رواد الحركة التشكيلية السعودية، وصاحب السيرة الذاتية الطويلة المفعمة بالأنشطة المتعددة والخبرات الطويلة، وأحد فناني الرعيل الثاني الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية صناعة وإرساء مفاهيم الفن التشكيلي بالمملكةالعربية السعودية
، ومن الذين أثروا الفنون التشكيلية السعودية والتي باتت تحظى اليوم بدعم كبير ورعاية خاصة من قبل سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- في ظل رؤيته الثاقبة 2030.
ويعود الفنان نايل ملا وبعد غيبة طويلة من الحضور وبعيداً عن المشاركات بالمشهد التشكيلي ، وبعد ان منّ الله عز وجل عليه بالتماثل للشفاء من مرضه – يعاود إطلالته على الساحة التشكيلية السعودية بمصغراته الجديدة من خلال معرضه الشخصي الثامن ” تشاكيل” بجاليري داما أرت بجدة .
أراء ودراسات نقدية
وقد حظيت اعماله التي سيتم عرضها بالعديد من القراءات والدراسات التحليلية والنقدية فالمؤرخ التشكيلي
الدكتور محمد الرصيص عضو هيئة التدريس ورئيس قسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود( سابقا) وصاحب المقالات والإصدارات المتخصصة يطالب وزارة الثقافة بإقتناء جميع اعمال الفنان الرائد
نايل ملا، وحدد منها على وجه الخصوص مجموعتي ” تقاسيم شرقية” و ” تشاكيل – المصغرات “لخصوصيتهما وتميزهما بصبغة الأعمال المتحفية، وكذا تقديراً ووفاء لهذا الفنان القدير، كما اطلق د.الرصيص على الفنان نايل ملا لقب
” رائد فن المصغرات” في السعودية، وهو لقب يستحقه بجدارة كونه من اكثر الممارسين والعاشقين لهذا النوع من الفنون, وكونه صاحب فكرة وتنظيم اول معرض للأعمال الفنية الصغيرة 2003م بالمملكة، وكذا صاحب فكرة المهرجان العربي الأول للأعمال الفنية الصغيرة 2008م. الى جانب كونه اول من قدم معرضاً شخصياً متخصصاَ في المصغرات “تشاكيلي الصغيرة” بالرياض 2021، ويقدم الآن معرضاً شخصياً آخر من مصغراته ” تشاكيل – المصغرات” بجدة 2023، وهو بذلك يستحق بجدارة لقب ريادة فن المصغرات في المملكة العربية السعودية.
في حين وصف الفنان والكاتب الناقد التشكيلي عبد الرحمن السليمان صاحب العديد من المؤلفات والكتب التشكيلية- الفنان
نايل ملا بأنه حالة متدفقة من الجمال والتعبير والحيوية والشغف الفني وان روحه وشخصيته تنطلق عادة ما نحو فضاءات لونية رحبة، كما انه يحفر في التراث المحلي والإسلامي ليضيف الى اشكالها ووحداتها وعناصرها روحه وشخصيته التي انطلقت نحو فضاءات اللون ومعطياته. مشيرا إلى أسلوبه ونهجه الفني اللذين تبلورا نتاج مشاركاته المتتالية وطروحاته المتطورة مؤكداً بأن فوزه بمسابقة السفير التي نظمتها وزارة الخارجية 2001م مؤشرا ودليلاً على ذلك
بينما تحلل د. ندى الركف الأستاذة بكلية التصاميم والفنون بجامعة الأميرة نورة طقوس الفنان نايل ملا بأنها ذات متفردة بحالها وبإنطباعاتها الحياتية وانها تتسم بالشفافية المطلقة لعالمه الحالم فتراه يعزف الحانا عذبة من روح حكايات الشرق في مشهد انطباعي يتجلى بأزهار ذات رونق حي تبعث الدفء للإنسانية، وتارة تخبر الأخرين بأن الحياة تتحدث من خلال تلك الذات، بلمسات ناعمة، كثيفة، تحمل في طياتها حكايات لحوار حي بين انسان وزهرة، بين نايل وأزهاره المشعة، الباعثة للأمل والاستمرارية.
ويقدم الفنان والناقد التشكيلي المعروف عمر حمدان شهادته بحق الفنان نايل ملا وإعتباره من اهم الفنانين السعوديين الذين اثروا الساحة التشكيلية السعودية منذ بداية التسعينات وان خبراته الإدارية والثقافية وموهبته الفنية اهلته إلى ابتكار ودعم المبادرات الجادة والفعاليات الكبرى لتكون لها الأثر البالغ في اثراء الساحة التشكيلية المحلية.
ايقونة” تشاكيل ” وقصتها:-
وعن قصة ” تشاكيل ” وماذا تعني هذه الكلمة تحديداً وما هو مصدرها ولماذا عندما استقاها الفنان نايل جعلها ايقونته التشكيلية فأغلب جيل ما بعد الفنان قد لا يدرك حقيقة هذا المسمى،، ليعود بنا ومن خلا ل تداعي الذاكرة يحلق بنا الى اكثر من ستين عاما، وتحديداً الى زمن دراسته بالمرحلة الابتدائية يتذكر بأن مدرس حصة مادة التربية الفنية التي كانت عشقه من بين المواد الدراسية وينتظرها بشغف – كان ينادى على الطلاب بأن يخرج كل واحد كراسة الرسم و” تشاكيلو” والتي كان يقصد بها علبة ألوان الباستيل الشمعية الصغيرة التي ما تلبث ان تفوح منها رائحتها الزاكية برائحة الشمع لتبقى عالقة في ذهنه ووجدانه، فأستقى منها ذلك المسمى ” تشاكيل ” لتبقى ملازمة له ولتكون شريكة لعناوين معارضه الشخصية، محتفظاً بحقه الأدبي في إعادة استخدامها وإعادة احياءها من جديد بعد ان باتت كلمة من ضمن التراث، ويجهل معناها الكثير..
مسيرة حياة تشكيلية..
نايل ياسين ملا ابن مكة المكرمة التي نشأ وترعرع في حواريها وتحديداً بحارة أجياد – السد القريبة من الحرم المكي الشريف، حيث عاش في بيئة مكية صرفة بدءاً من اسرته الجميلة الهادئة التي اكتسب منها روح الإبداع وفن الزخرفة، الى المحيط المليء بجماليات البيوت الحجازية المكتسية بالرواشين المزدانة بالتصاميم الجمالية الفريدة، والمطلة على ازقة وحارات مكة العتيقة الفائحة منها عبق الزمن الجميل، الى جانب ذاك التنوع السكاني المكي المختلط بالثقافات والأنماط المتنوعة في الناس والوانهم وحركاتهم ولغاتهم ومأكلهم وملابسهم الزخرفية المبهجة- كل ذلك أثر في ميول وتوجه وموهبة نايل المكتشفة لديه منذ الصغر في الرسم، وزاد عشقه وتأكيده لموهبته من خلال ارتباطه بمدرسي حصة التربية الفنية التي كان يعشقها، فكانت الحصة المفضلة لديه برغم تفوقه في باقي المواد، فوجد ضالته لدى هؤلاء المدرسين الذين عملوا بإخلاص على توجيهه وتشجيعه، ويدين لهم لدورهم الكبير في صقل موهبته التي نمت معه، وهنا يعدد اسماءهم متوجهاً لهم بالشكر والعرفان والإمتنان لكل من هم على قيد الحياة ويدعو لمن غابوا عن الحياة بأن يتغمدهم الله بواسع رحمته وكرمه، فهذا الأستاذ محمد النجدي الذي كان بدرسه مادة التربية الفنية بالمرحلة الإبتدائية، وهذا الأستاذ إبراهيم عبده الشمراني مدرس حصة التربية الفنيةبالمرحلة المتوسطة
، واما الأستاذ صلاح الدجاني فهو من كان يدرس مادة التربية الفنية بمرحلة الثانوية وجميعهم ابدوا اهتمامهم بموهبته والعمل على صقلها، كما كان لمعارض التربية الفنية التي كانت تقام ضمن ختام أنشطة العام الدراسي السنوي لها الأثر الكبير في الاستفادة منها ولا يزل صداها عالقاً بذهنه لنجاحها وتحقيق الفائدة المرجوة منها للطلاب من أصحاب ملكة موهبة الرسم .
لم يتحقق حلم الدراسة..
لم يدرس نايل ملا الفن التشكيلي اكاديمياً او من خلال المعاهد، برغم انه كان بحاجة ماسة لتلك الدراسة لدعم موهبته، ففرحته لم تكتمل حين تخرجه من الثانوية العامة عام 1974م، وصادف ان قرأ اعلاناً منشوراً بجريدة الندوة المكية لوزارة الإعلام، عن وجود فرصة الابتعاث لدراسة الفنون الجميلة وهندسة الديكور بإيطاليا وفرنسا وأمريكا، وحصل على الموافقة المبدئية من الجهة المختصة إلا أن والدته رحمها الله لم توافق على هذا الأمر بإعتبار ان شقيقه
– رحمه الله- يعيش في غربة آنذاك للدراسة بالظهران ، مما اضطره لصرف النظر عن دراسة الفنون الجميلة وان كسب رضاء والديه هو الأهم فتعذر تحقيق الحلم وفرصة الإبتعاث. إلا ان ذلك الأمر لم يفت من عضده، وان عشقه لهذا النوع من الفنون جعله مثابراً وفي سباق مع الأيام ليكون واحداً من اهم التشكيليين السعوديين.