كتب / تامر علي ابوالشيخ
في حوار هام مع د / آية معالي – استشارى أسري وتربوي
الابناء نعمه انعمها الله علينا يقول الله تعالى “المال والبنون زينه الحياه الدنيا” نعمه عظيمه حرم منها الكثير لذا من واجب الوالدين ان يحسنوا تربيتهم فعلاقه الطفل بوالديه من اقوى العلاقات في حياه الطفل فهو منذ ولادته لا يجد فيه مجال حياته سوى الوالدين الذين يراعيانه ومن هنا فان العلاقه بين
الطرفين لها اثر كبير في حياه الطفل المستقبليه فهي التي تبني شخصيته تنمي عقله معرفته وسلوكه وعلاقته مع المجتمع وهذا ما اثبت الخبراء في علم النفس المعاصر لذا على الوالدين تجنب بعض الاساليب والانماط الضاره في تعاملهم مع طفلهم.
دائما نؤكد ان الضرب ليس اسلوبا تربويا ولا طريقه لحل اي مشكله او تعديل لسلوك دائما وابدآ نحذر بمخاطر الضرب على نفسيه الطفل وتاثيره عليه على المدى البعيد
الضرب قبل ان يؤذي الطفل جسديا يؤذيه نفسيا وعقليا حسب الدراسات ضرب الطفل مره في الشهر ولمده ثلاث سنوات كافيه لتغيير دماغه تتراجع نسبه الماده الرماديه فيه وتموت حوالي 400 خليه عصبيه في كل مره يضرب فيها وهي ترتبط بالمهارات والقدرات
والمعرفيه العديده كما يتراجع معدل ذكائه وتضعف ذاكرته ويجب صعوبه في اتمام المهام البسيطه الجسديه والعقليه وتتغير ايضا تركيبه بعض اجزاء الدماغ المسؤوله عن الشعور بالسعاده فيزداد احتمال اصابه الطفل بالاكتئاب المزمن اكثر من الذين لم يسبق لهم التعرض لمثل هذه المشاكل.
استخدام الضرب ضد الابناء بيكسر الانسانيه بداخلهم يشعرهم بالمهانه وعدم تقدير الذات هو ما يؤثر في ثقه الانسان بنفسه وقدرته على النجاح فضلا عن تردده الدائم في اتخاذ اي قرار خوفا من الايذاء فينشأ الفتى عاجزا عن اداره
حياته كما ان مشاعره تظل حبيسه بداخله لا ترى النور ليس ذلك عن رغبه منه بل خوفا ممن حوله مما يسبب العديد من الامراض النفسيه مثل العزله والانطواء وعدم الثقه في من حوله على المدى البعيد.
عندما يضرب احد الوالدين طفلهما حتى يتصرف بشكل افضل يتعلم الطفل ضرب الاشخاص الاصغر والاضعف ويفهم انها الطريقه مقبوله للحصول على ما نريد منهم ويلجا الى هذا الاسلوب مع الاخرين حتى عندما يكبر.
لم تثبت اي دراسات في العالم وجود تاثير ايجابي واحد للضرب واذا شعرت ان الطفل تعلم الدرس من بعد الضرب تاكد انه يخفي عنكم اي شيء قد يزعجكم حتى لا تضربوه.
ضرب طفلِك يجعله يعتقد أن من حقه أن يضرب أخاه الأصغر أو زميله الأضعف منه في الفصل، وربما زوجته في المستقبل، هذا لأنه يجدك أنت الكبير القوي تضربه.
عند ممارسته لسلوك خاطئ وكأنك تعطيه إشارة غير مباشرة بأن هذا السلوك مقبول إذا أخطأ الأضعف بدنيًا والأصغر حجما.
يرى خبراء التربية أن استخدامك للضرب لن يتوقف عند حد معين، بل سيزداد سوءا مع الوقت، وستصبح أعنف مع طفلك في كل مرة تجد أنها الوسيلة المناسبة للعقاب، وهذا مع الوقت سيصبح عادة يصعب الإقلاع عنها.
قد يؤدي الضرب إلى توقف طفلك عن فعل سلوك خاطئ، ولكنه مع الوقت سيضعف علاقته بكِ وقد يصيبه في المستقبل بمشكلات نفسية، مثل القلق الدائم والإحباط وعدم القدرة على إتباع السلوك الحسن والتعاطف مع الآخرين، بل قد يكون نواة لإدمان طفلك للمخدرات في المستقبل لا قدر الله.
قد يكون سبب ضرب طفلك هو اتخاذك لأهلك كقدوة في التربية، حيث إنهم كانوا يستخدمون الضرب كوسيلة للتهذيب، ولكن ليس كل ما كانوا يعتقدونه في الماضي أنه صحيح
ومناسب ظل كذلك، فمع تقدم الوقت أصبح ضرب الأطفال ممنوعاً في 30 دولة حول العالم، أليس هذا كافيا لإعادة التفكير في طرق أخرى لتهذيب السلوك؟
اسالوا انفسكم لماذا يفعل صغيركم هذا السلوك؟ عند الاجابه على هذا السؤال سيتضح لكم الطريقه المناسبه للتعامل مع المشكله اوجدوا طريقه جديده
للتواصل مع اطفالكم فقد تكون الوسيله المتبعه هي السبب دون ان تشعروا احيانا استخدام اسلوب الضرب او السخريه والتهكم كثيرا والمبالغه في رد الفعل يجعل طفلكم يبالغ في تصرفاته.
وكثيرا ما يتم نهر الأطفال وعقابهم دون أن يعلموا على ماذا يعاقبون، وما هو الخطأ فيما فعلوا، مما يجعل تكرار تلك الأخطاء أمر وارد، فعند بعض الأطفال مجرد علمهم بأن ما فعلوه كان شىء
سيء وأن والديهم غاضبين وغير راضيين عنه، يجعلهم يشعرون بالذنب ويبحثون كل الطرق لتصحيح ما فعلوا.
لا تنسوا انا أطفالكم ملائكه فلا تقصوا اجنحتهم وتذكروا ان العمليه التربويه رساله نبيلة وتحتاج منا البحث و المعرفة والتعلم.
التالي
6 أكتوبر، 2024
ذكرى الحرب والنصر
4 سبتمبر، 2024
صادق إسبر يطلق “مزايا” في الطبيعة
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!