أسطورة العروسة والحصان

بقلم / محمد جمعة سلامة

الحكاية أكبر من قالب جميل أُعجِب أجدادنا بشكله فصنعوه ، أوقطعة حلوى لها مذاق خاص راق للمصريين فانتشرت فكرتها بينهم ، ولكنها أسطورة دوّنها المصريون بأسلوبهم الخاص ولمستهم المتفرّدة والتي ليست بجديدة على أحفاد الفراعنة الذين نقشوا تاريخ مصر على جدران معابدهم ونحتوا التماثيل لمن قدّسوهم ومن علّموهم ومن آمنوا بهم كلٌّ بصورته التى أعجبتهم وكل صورة بأسطورة وكل أسطورة بتاريخ.

وأمّا عن العروسة والحصان فقد رُوي أنّ المنصور بن عبدالعزيز بالله نزار بن المعزّ لدين الله معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن عبيدالله المهدي ، والذي يُعرف بين الناس بلقب ،،الحاكم بأمر الله،، وهو سادس من حكم مصر من الفاطميين . والذي كان من عادتهم عند الاحتفال بالمولد النبوى الشريف أن يخرج الخليفة ويوزّع الحلوى على عامة الناس بداية من قصره وصولا إلى مقام سيدنا الحسين رضي الله عنه.

إلاّ أنّ الحاكم بأمر الله قد قرّر فى ذلك الاحتفال أن يصطحب إحدى زوجاته والتى كان مُغرما بها ققرّر أن

تشاركه الموكب والذكرى الجميلة ….

وقد حدث ذلك وخرج الحاكم بأمر الله على حصانه

ذي السرج الجميل حاملا سيفه ممسكا بلجام حصانه

مُرتديا ملابس الفرسان .

وظهرت بجانبه زوجته الأميرة في ثوبها الأبيض الناصع والمرصّع بالجواهر وعلى رأسها التاج الجميل والذى قيل أنه صُنع لها من زهور الياسمين فى منظر ٍ

أُعجب به أهل مصر وفنّانوها والذى كان من بينهم صنّاع الحلوى الذين قاموا على الفور بعمل قالب على شكل الخليفة الحاكم وهو على ظهر فرسه ،

وآخر للأميرة وهى واقفة على الأرض فى ثوبها الرائع

ثم ملأوا هذه القوالب بحلوى السكّر فخرجت على هيئة العروسة والفارس أو العروسة والحصان تلك الأسطورة التى ابتدعها المصريون ليصوّروا حدثا جميلاً لحاكمهم وأميرتهم والتى سار عليها وقلّدها كل من جاء من بعدهم وصولا إلى عصرنا الحديث،

فبالرغم من تطور صناعة حلوى المولد النبوي الشريف فى مصر بمرور الزمن وظهور الأشكال والانواع المختلفة من الحلوى والمصانع الكبرى التى تقوم على تلك الأشكال والألوان إلاّأنه لا يزال الشكل اليدوي والصناعة اليدوية للعروسة والحصان يزين الساحات والسرادقات وكل أماكن بيع الحلوى الخاصة بالمولد النبوى.. ولازالت أسطورة العروسة والحصان وستظل هى عنوان تلك الذكرى الخالدة عند عامّة المصريين.

كل عام وحضراتكم بكل الخير