فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي يؤم المصلين لصلاة الجمعة بالمسجد النبوي الشريف
فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي يؤم المصلين لصلاة الجمعة بالمسجد النبوي الشريف
فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي يؤم المصلين لصلاة الجمعة بالمسجد النبوي الشريف
منصور نظام الدين :المدينة المنورة :-
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: يقلب الإنسان ناظريه في هذا الكون الفسيح فيقف مشدوهاً وهو يرى الجلال والجمال والكمال والنظام والانسجام في كون لا تنقضي عجائبه، ولا تنتهي أسراره، والقرآن يحث على التدبر والتفكر في ملكوت السماوات والأرض؛ قال الله تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ)؛ ترى في كل يوم إعجازاً وإتقاناً؛ ليل يجيء ونهار يذهب ونهار يجيء وليل يذهب في حركة دائبة وجري لا يقر، ولم تقل البشرية يوماً منذ بدء الخليقة تأخر الليل عن المجيء في وقته أو طلوع الشمس قبل موعدها؛ فمن يدبر الأمر، ومن ينظم الحركة في تعاقب لا يختل وتبادل مواقع لا يتوقف.
وأضاف: ولا تخطئ العين ذلك المنظر البهيج، البساط الأخضر الذي يغطي اليابسة، نجد النبات وقد وشح الأرض بأجمل الألوان وكساها بأبهى الأغصان، ونرى ثماراً مختلفة تسقى بماء واحد
يفضل الله بعضها على بعض في الأكل، وتقف البشرية مذهولة أمام كون غاية في الإبداع والإعجاز والإتقان؛ وما يزال الحق سبحانه يكشف للناس شيئاً من أسرار الكون وآياته وباهر صنعته في كل أمة ومكان وفي كل عصر وزمان لتقوم الحجة وتظهر المحجة إلى قيام الساعة.
أما الأرض فيرى كل من مشى عليها عظمة خلقها؛ سهوها ومهادها ومدها واستقرارها أنهارها وعيونها
وجبالها الشامخة الراسية وهوائها النقى الذي به تنتعش الأنفاس ولو تعطل لحظات لعطبت الحياة وفنى الخلق لكنها رحمة الله التي تحفنا وحفظنا في يقظتنا ونومنا؛ ذلك ظاهر ما نرى؛ فكيف بباطن ما لا نراه، وهو أكثر إبداعاً وإعجازً؟!.
وأكمل: ولكي ندرك رحمة الله بحفظ الأرض واستقرارها انظر إلى أثر الزلازل والأعاصير والفيضانات التي تحدث للحظات ثم تأمل ثبات الأرض على مدار الحياة كلها وعبر العصور وتعاقب الأجيال؛ من الذي أرساها لكيلا تميد، وثبتها حتى لا تضطرب؛ فهذه الزلازل والأعاصير والفيضانات جارية في نظام سنن الله في الكون لحكمة لا نعلم كنهها؛ وهي رحمة من رب العالمين، وإسقاط هذه الأحداث على قوم بعينهم في زمن بعينه على أنها عقوبة؛ رجم بالغيب، وافتئات على الشرع؛ فقد يكون البلاء تنقية أو تطهيراً أو اصطفاء وتكريماً، وقد تجتمع كلها.
وبيّن: والبلاء له صنوف وأحوال، فقد يبتلى أقوام بأشد مما ذكر؛ من فقد الأمن، وعلو صوت الرصاص بالحروب، وتفشى الظلم، واشتداد القتل والأوبئة والأمراض.
فإن واجب الوقت الذي لا محيد عنه ولا يتقدمه غيره في مثل هذه الأحوال؛ النصرة والدعم والمؤازرة والإغاثة، وتقديم كل ما يمكن من مواساة بالقليل والكثير، الواجب استيعاب آلام الذين يئنون، وتهدئة روع النفوس المثقلة بالجراح، ورفع الهمم، وشحذ المعنويات، والكلمة الطيبة التي تكون بلسماً يضمد الجراح ويمسح الأحزان؛ النابعة من قيم التراحم والتضامن، والتكافل الذي ربانا عليه الإسلام.
وأوضح: وكانت قيادة هذه البلاد المملكة العربية السعودية النموذج المحتذى في النصرة والدعم؛ بفتح القنوات الرسمية وتسيير قوافل الإغاثة براً وبحراً وجواً، يعزز ذلك شعب معطاء، يبذل بسخاء؛ ولا يغيب عن الأذهان النصوص الشرعية التي تؤكد حفظ الله للمنفقين، وتفريج كربة من فرج كرب المكروبين وقضى حوائج الناس.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج – وهو القتل القتل – حتى يكثر فيكم المال فيفيض)