■عيد الجلاء:
عندما تموت أجساد العظماء ؛ لا يعني أن العظماء قد ماتوا ، فالموت لبعض الناس فناء، بينما للأبطال المدافعين عن الوطن والأمة حياة مستمرة دائمة ” اي خلود”
وعندما نتذكر الجلاء لا بد أن نستذكر ابطال الثورة السورية { المجاهد سلطان باشا الأطرش، والبطل إبراهيم هنانو ، والشيخ المجاهد الشيخ صالح العلي} الذي قال: والله لو بقي معي عشرة رجال مجهزين بالسلاح والعتاد الكافيين لمتابعة الثورة لما تركت ساحة القتال..فالنفوس الصحيحة تطلب دائما الأسمى مهما يكن من أمر الصعوبات الحائلة دون بلوغه..وعندما قصف مقر البرلمان السوري وجه الشيخ صالح العلي برقية إلى الرئيس شكري القوتلي جاء فيها[ سيوف المجاهدين تتململ في الاغماد ، ونفوسهم في غليان واضطراب لا نقبل أن تمتهن كرامة الأمة ، إننا للمعتدين بالمرصاد وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ].
سبعة آلاف سنة.. مقدسة انتِ يا أرضنا، مجبولة بالطهر والبركات، مضمخة بدماء الشهداء، ترفضين الدنس وتأبين الذل والهوان… ونحن إذ نحتفل هذه الأيام بعيد الجلاء.. جلاء المستعمر الفرنسي عن آخر شبر من أرضنا الحبيبة.. هذه الأرض الطاهرة كانت دائماً مطمعاً للأعداء بخيراتها وموقعها.. ولكنهم لم يستطيعوا أن يبقوا فيها أو يقيموا عليها لأنها كانت دائماً تلفظهم، وكان مصيرهم الفرار أو السحق على أبوابها.
فكل يوم من أيامنا هو عيد للجلاء.. وهو عيد للزهو وللنصر وللشهادة والبطولة والصمود.
أرض حماها الله وبارك ترابها وماءها وهواءها، بشراً وشجرا وحجرا ، ولأنها محمية من الخالق فهي لا ترضى الهزيمة ولا ترضى الخنوع والذل. وكانت دائماً مقبرة للغزاة، وفي كل حقبة من حقب الزمن.. كانت تلفظ الطامعين بها المدنسين لأرضها.. ولأنها أرض الخصب والعطاء كانت تلد الأبطال والمقاومين والقادة العظماء.. امثال يوسف العظمة، وإبراهيم هنانو، والشيخ صالح العلي ، وسلطان باشا الأطرش ، وآلاف الأبطال الذين سطروا بدمائهم ملاحم البطولة والعز والشرف والكبرياء.
واندثرت أسماء المعتدين وعدّتهم وعتادهم وجنودهم وقادتهم.. وبقيت سورية على مر الزمن والعصور أرضاً مباركة مقدسة.
وهي اليوم إذ تواجه عدوانا كونيا لم يشهد له التاريخ مثيلا من قبل. فإننا نذكّر المعتدين الجدد ان يعتبروا من المصير الذي آل اليه تجمع الأعداء والطامعين بها والذين دحرتهم على مر العصور وسحقتهم على أبوابها.
ونقول لهم لأن عدتم إليها اليوم من الأبواب والنوافذ والحدود لتثأروا لهزائم من سبقوكم مستهدفين البشر والشجر والحجر… تنفثون سموم حقدكم الأسود.. تقطعون الرؤوس وتأكلون الأكباد وتبقرون بطون الحوامل ، وتنشرون الظلام والتوحش والهمجية والبربرية فإنكم ستندحرون وتهزمون.
فسورية عصية عليكم كانت وستبقى، وسيبقى علمها خفاقا ,ونورها مشعاً يضيء سماء البشرية ويبدد دياجير الظلام والجهل.
سورية الخالد الأسد حافظ انتصرت ؛ وهي منتصرة بهمة شعبها العظيم ، وجيشها الباسل, واصدقائها الاوفياء ، وقائدها المقاوم السيد الرئيس الاسد البشار.
وكل يوم من أيامها هو عيد للجلاء والنصر لأن دماء الشهداء الابرار ستهزم الغزاة وستزهر فجراً، وتشع نوراً، يتوج مستقبلها القريب بأكاليل الغار.كل عام وانتم بخير..
د. الباحث: غسان صالح عبدالله
التالي
6 أكتوبر، 2024
ذكرى الحرب والنصر
4 سبتمبر، 2024
صادق إسبر يطلق “مزايا” في الطبيعة
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!