كتبت/إكرام بركات
مما لاشك فيه أن ليلة الإسراء والمعراج من الليالى المباركة
التي تحظى بمكانة كبيرة في الاسلام وفي نفوس المسلمين
حيث وقع للرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم أمور عظيمة ومعجزات جليلة
وهي ليلة تدل على علو شأن النبي محمد ومن أنه عند الله عز وجل وتدل أيضا على قدرة وعظمة الله سبحانه وتعالى
فهو على كل شيء قدير حيث قال الله تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الإسراء: 1] .
ومن المعجزات التى حدثت لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم في تلك الليلة المباركة ليلة الإسراء والمعراج شق صدره عليه الصلاة والسلام ،
وغسل جوفه تهيئة للرحلة في الملكوت الأعلى ،
ثم الإسراء به إلى المسجد الأقصى ،
وهكذا العروج للسماء في زمن محدود ،
وصلاته بالأنبياء والمرسلين في بيت المقدس ، ثم صعوده إلى السماوات العلى ،
ولقائه المرسلين فيها ، ثم مجاوزته السماء السابعة إلى موضع لم يبلغه أحد من الخلق ،
وفرض الصلوات الخمس ، ورؤيته الجنة ، وغير ذلك كما رويت به لنا الأحاديث ،
وهذه الليلة المباركة بها من الدروس المستفادة مايجعلها محل الدراسة
والتأمل فهي تبين لنا قيمة ومنزلة المسجد الأقصى في كيان الأمة الإسلامية ، فهو مهاجر الأنبياء ،
ومسرى سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،
ووجوب المحافظة على هذه الأرض المباركة وحمايتها من مطامع أعداء الإسلام إذ رفعه الله تعالى إليه إلى هذه المنزلة الرفيعة
التي لم يصل إليها أي مخلوق ، حتى تجاوز سدرة المنتهى ،
فوصل في الإكرام غاية المنتهى ، وتنويه بمنزلة هذه الأمة كذلك ،
إذ كل شرف للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يفيض عليها منه نصيب أيضاً .
جاءت ليلة الإسراء والمعراج لتفريج الكرب والحزن الذي أصاب النبي محمد
وذلك بسبب وفاة عمه أبي طالب وزوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها
وما أصابه من حزن أيضاََ بسبب ماحدث له من الأذى الشديد في الطائف فجاء الإسراء والمعراج ليكون تسلية له عما قاسى ،
وتعويضاً عما أصابه ، ليعلمه الله عز وجل أنه إذا كان قد أعرض عنك أهل الأرض،
فقد أقبل عليك أهل السماء ، ولئن كان الناس قد صدّوك ، فإن الله يرحب بك ، وإن الأنبياء يقتدون بك .
ففي ليلة الأسراء والمعراج فرضت فيها الصلوات الخمس
وهذا يدل على أهمية هذا الركن الثاني من أركان الإسلام الصلاة شرعت في السماء لتكون معراجاً
يسمو ويعلو بالناس كلما هوت وتدنت بهم أهواء وشهوات نفوسهم لملذات الدنيا.