بقلم / حاتم الغيطاني.
من حكايات مصر المحروسة
عمي شاهين يحيا حياة أهل الريف البسطاء السعداء. يزرع الأرض، ثم يحصد الزرع ،ويبيع المحصول… وفي يوم فَكَّرَ ،و قَدَّرَ، ثم قَرَّرَ ودَبَّرَ ؛ ليعقد صفقة تجارية ببعض جنيهات قد ادخرها منذ سنوات… اشترى بقرة وقد ندر أن يكون إنتاجها من الإناث له ولأهل بيته.. يشربون لبنها، ويأكلون من خيرها…ويترك إنتاجها من الذكور يسمن، ويكبر، ثم يُذْبَحُ، ويُوَزَّعُ لحمه، وشحمه على ذوي القربى ، واليتامى، والمساكين كما تعلمه من القرآن الكريم… وقد استمر المشروع أعواما ، وسنين… سنةً تنتج البقرة ذكرا يتقرب به لله… وسنةً تنتج البقرة أنثى يتركها له ولأهل بيته… استمر الحال كما قَدَّرَ ، و ندر…حتى امتلأ الدار بالبقر، وزاد الخير وازدهر..قد كبر الزرع ونما، وارتفع الدار وعلا..
ثم سافر؛ ليزور البيت… فطاف، وسعى، ورمى الحصى.. وبعد الحج عاد لأهله، ثم قضى نحبه، وعاد لربه…
وقد عاش ولده على منواله ونهجه، ثم سار الأحفاد على سير الأجداد؛ فكثر الخير وزاد …وامتلأ البيت بركة من أصل بقرة، وقد زرع الجد الشجرة، وقطف الولد الثمرة..
وما كان لله دام وَاتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.
من حكايات مصر المحروسة
التالي
منذ 3 أسابيع
المكان الوحيد فى الدنيا الذى اهرب من الذهاب إليه
منذ 4 أسابيع
المرأة والأمان : “حق لا يقبل المساومة”
6 أكتوبر، 2024
ذكرى الحرب والنصر
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!