Daftar Slot88
Slot777 Server Thailand
اخبار عربيه

الخربڨة لعبة شعبية جزائرية من الثرات اللامادي الضارب في التاريخ

كتبت خديجة منصوري

و انا في جولة في ريف أمي المعروف بقبيلة اولاد محمد الفيلاليين تحت جبل بونعجة بالاقليم التابع لبلدية القرارم قوقة ولاية ميلة.

هناك أين تقبع بالجانب من منزل الأجداد الصخري المغطى بالقرميد الأحمر الآجوري و بحديقة المنزل أين أشجار الزيتون و منبع ماء

و شعبة واد ينزل من خلالها ماء الجبل الرقراق البارد النظيف المحاط باشجار الدفلة دات الازهار الوردية و البيضاء

و أين زهور النرجس تبعت برحيقها الآخاد معلنة مخاض فصل الربيع الأخضر….. وجدت صخرة مسطحة ضخمة بها ثقوب كثيرة

منها ما بقي اثرها ظاهرا ومنها ما اختفى.. فرحت اقلبها ذات اليمين و ذات الشمال سائلة نفسي

هل هذه آثار رومانية حفرت عليها ثقوب جرن تخبرنا بكنز ما قريب في الجوانب المحيطة بالصخرة….؟؟

فقلت لأمي ذات العقد الستين يا أماه ماهذه الثقوب؟ فجلسَت و جلستُ بجانب الصخرة الطاولة و اذا بها تأخذ نفساً عميقاً و عيونها تغرغرها الدموع

فعرفت لحظتها انها دموع الحنين للطفولة طفولة ظهرت لي سعيدة جداً… فأخذت نفس وقالت لي هذه ذكرى من الاجداد.. بقيت محفورة هنا

لتدكرنا كلما زرنا المكان و نسترسل زمنهم الغابر…. ماهي يا أمي و أثرت بي كلماتها و راح التشويق يزيد من معرفتي للاثار…..

قالت هنا لعب جدك و جدي و جد جدي و كل كبار القبيلة من الفيلاليين لعبة الخربڨة او الطرنش العروبي “تصغير لكلمة شطرنج

على مدار فصل الربيع و الصيف و الخريف…. تقول هي متعة كنا نشاركهم بها نحن الأطفال.

فتقول كنت اقبع جالسة اشجع جدي و انتظر بلهفة فوزه في الاخير…. تقول كانت الضحكات تدوي المكان

وصدى أصواتهم “كول الكلب. كول الكلب” يرجعها فراغ الطبيعة المحيطة.

ورائحة القهوة على كانون حطب العرعار والبلوط تنبعت مشتعلة تعبق الأجواء كبخور طيب الرائحة.

انها اذن الخربڨة لعبة تراثية شعبية تقليدية جزائرية لعبها الأجداد كبار خاصة من قرون قديمة.

وكلمة خربقة كلمة عربية وتعني الحوض الصغير الذي يسكن فيها الماء او الحجر او المطمور..

وتعتمد هذه اللعبة على الحجارة او الحصى الصغير فيسبط التراب و يحفر بالابهام لها 49حفرة علي 7خطوط و 7حفر 7×7

َو تتكون اللعبة من 24حجر يسمى الكلب و تكون بلونبن مختلفين…

اخذني صمت بذلك المكان و انا اتخيل الأجداد يلعبون و يضحكون ويتسلون

فوضعت اصابعي بالحفر لالتمس شعور اناملهم المجعدة باظافر يملؤها التراب

لأنهم مزارعون… فاحسست بالايجابية وعاهدت نفسي ان اكتب كل ما عشته.

و صورت الطاولة الحجرية التي صنعوها بكل حب ليخلدو لعبة انستهم في آخر النهار تعب اليوم من زراعة و حصاد و رعي للانعام..

ففعلا الثرات الجزائري الشعبي ضارب في مخيلة كل فرد جزائري من المجتمع و مستمر من الأجداد الي الأجيال

فوجبت المحافظة عليه.. و الاختلاط اكثر بفئة كبار العمر لنأخد منهم حكايات الزمن الغابر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!