By The Egyptian Writer
Dr. Tarek Radwan
كل إنسان كاتب، إذا صدق مع القلم. ولكننا أمّة تؤمن بعبقرية القدم ولا تؤمن بعبقرية القلم.
فكل ما عليك هو أن تكتب بشكل يومي حتى تصبح كاتباً.
فمثلما أن في الأرض أكسجين كافٍ للبشر، فهناك ورق وفكر وفن كاف لهم أيضاً؛
فالكتابة حقٌ إنساني مثل الأكل والمعتقد.
وكلما تقدم الكاتب في الكتابة أدرك أن هناك التزاماً تجاه قرائه .
فالكتابة نوع من الترجمة والنص الذي يجب ترجمته هو أنت.
وهــــى لسان البصر، يناجيه بما استتر عن الأسماع إذا نسج حلله، وأودعها حكمه.
ومنذ القدم نعلم أن عقول الناس مدونة في أطراف أقلامهم. الكتابة هــــى شجرة ثمرتها الألفاظ.
وهــــى علاج لمن أشقى الدهر قلبه. يكتب الواحد منا عن شيء واحد فقط وهو التجربة الشخصية،
وكل شيء يعتمد على مدى مثابرة الشخص على إستخلاص الحلو والمر من التجارب حتى آخر قطرة .
الكتابة ماء يجري على نهر القلم ويتدفق على لسان الكاتب قادماً من سحب اللغة ومزنها الدفاقة.
وهــــى مثل الشعوذة: لا يكفي إخراج أرنب من القبعة، بل يجب عمل ذلك بأناقة وطريقة ممتعة.
هــــى حياة والكلام موت، فصوتي قد يضيع ولكن حرفي خالد للأبد.
وجميل بل بديع ما فعلته “ألينا زاهاروفا” شابّة أمريكيّة تُقيمُ وتعملُ في مدينة نيويُورك، فنّانة وخطّاطة.
تُحبّ ألينا التّجوال في فصل الخريف عبر شوارع المدينة وحدائقها ومن بينها حديقة “سنترال بارك” بحي منهاتن الشّهير،
تتأمّلُ فيها أوراق الأشجار المُتساقطة المُتناثرة أمام ناظريها وتحت قدميها وقد خمدت فيها جذوة الحياة فهوت ميّتة، وكست الأرض بكساء أصفر.
شعرت ألينا كأنّ تلك الأوراق الذّابلة تبكي مصيرها، لم تكن تريد أن يقطفها الريح،
كانت تريد أن تبقى على أغصانها. حياة منقوشة على أوراق الشّجر.
جمعت ألينا بعض تلك الأوراق المُتساقطة ، فلمعت في خاطرها فكرة إشعال جذوة الحياة فيها من جديد وإخراجها من عتمة النسيان والتلف،
وبقلم أسود خطّت بيدها على كلّ ورقة مختارات من أحبّ القصائد الشعريّة إليها، فكان المجموع 86 قصيدة،
أو أبياتاً من قصائد لشعراء أمريكيين وروسيين على غرار “جوزاف برودسكاي”(شاعر روسي)، والشاعر الألماني ــ الأمريكي شارل بوكاوسكي. وكذلك لـ “ابلو نايرودا” وغيرهم.
ثمّ قامت بتوزيع تلك الأوراق ونثرها في المدينة وزفّتها الى الشّوارع والحدائق، ليلتقطها النّاس من الارض ومن فوق الأرائك
ويُطالعون ما كُتب فيها من أبيات من الشعر الإنساني عن الحياة والحب والحنين ومضامين إنسانيّة أخرى.
وسافرت الأشعارعلى أوراق الأشجار إلى البيوت واستقرّت في القلوب.
ونشر الناس على مواقع التّواصل الاجتماعي تعاليقات شاعرية على غرار:
1- أسقط الخريف أوراق الأشجار فوهبها الشعرربيعاً دائماً لا خريف بعده.
2- الأوراق الميتة تروي أقدارنا.
3- الأغصان أسقطت أوراقها في فصل الخريف والينا أنبتت فيها براعم تبشّربالربيع القادم.
الــــورقة والأدب
النقـــاش يصنع الرجل المستعد، والكتابة تصنع الرجل الدقيق. فمن لا وطن له، تصبح الكتابة مكاناً له ليعيش فيه.
فالأقلام مطايا الأذهان.ولأن الكتابة عمل سهل، فليس عليك إلا أن تحدق في ورقة بيضاء إلى أن تنزف جبهتك.
فالكتابـــة سفير العقل، ورسوله الأنبل، ولسانه الأحول، وترجمانه الأفضل.
و ما هي إلا أحلام كثيرة عجزنا عن تحقيقها فتولت الأوراق تحملها.
فإذا أقلقَكم كتاب، اتركوه، هذا الكتابُ لم يكتب لكم. ومن لا يحب، لا يعرف القراءة، ولا الكتابة، ولا الصلاة، ولا الفرح، ولا العطاء.
فقد كنت أدرك بعمق أن أكبر واقٍ من الجنون والموت المجاني هو الكتاب. لكن القراءة بلا تأمل كالأكل بغير هضم.
الــــورقة وعالم الأحلام :
الــــــورق من ضمن الأشياء ذات القيمة في حياتنا ولديه استخدامات كثيرة وتكثُر رؤيته في المنام،
مع العلم أنه قد يظهر في الرؤية بألوان وأحجام مختلفة،وترمز رؤية الورق في الحلم إلى العِلم والخبرة الأكاديمية،
وقال المفسرون أن رؤية التوقيع على الأوراق علامة بأن الحالم إنسان قوي شخصياً وعقلياً .
ولـــو مسك الحالم قلماً في يده ويستعد للكتابة على الورق، فالحلم يُعبِر عن الستر والبُعد عن البؤس والقحط.
ولو الرائي كان يعمل في شركة خاصة أو مصلحة حكومية وحَلَمَ بأنه في مكتَبُه وبيده أوراق ويقوم بالتوقيع عليها وكان خطّه جميلاً والأوراق نظيفة،
فالحلم فيه بشائر عظيمة بأن جميع طموحاته المهنية سيصل لها ورُبما ينتقل إلى وظيفة أكبر من خلال ترقيته.
بعض الورق
مهم جدا ممكن أن يكون بداية لحياة جديدة مثل عقد الزواج
وقد يكون كارثة ونهاية مثل ورقة الطلاق
وتكمن قيمة الورق فيما يحتويه مثل وصفة الطبيب رغم أن ورقها خفيف في الغالب
لكن حروفه تحمل قيمة لحياة إنسان
وقد يكون كذبة كبيرة مثل شيك بلا رصيد
أو يؤدي إلى الموت كحكم قاضي بالإعدام
وربما جماله يُسحر كرسالة حب أو قصيدة عشق
وبعض الورق بخيل وأناني مثل ورق الصبار
فرغم كل العلم والخير الذي بداخله إلا أن أشواكه تمنع الجميع من الإقتراب منه
فلا يفيد إلا نفسه أو من يغتاله
وقد تبدأ الحروب بأوراق كثيرة
وورقة صغيرة واحدة تنهي جميع هذه الحروب نسميها معاهدة سلام
جميعها أوراق ولكن كل له لونه ،شكله، أهميته وأهدافه.
التالي
منذ أسبوع واحد
صالون السبت الثقافي يستضيف الدكتور أسامة أبو طالب ..وأطروحات فى كيفية إنقاذ الهوية الثقافية والفنية المصرية*
منذ أسبوعين
ذرات ُ مطر تندي قباء الجوامع دموع شتوية .
منذ أسبوعين
مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية يستضيف حفلًا للشاعر الدكتور عبدالله باشراحيل
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!