ما أضعفك أيها الأنسان

مهما بلغ أبن أدم من قوة فهو في الأخر ضعيف

الإنسان ضعيف، يهزمه النوم فلا يستطيع مقاومته، يهزمه الجوع فلا يستطيع تجاهله، يهزمه المرض فلا يملك ردّه ورفعه

الأنسان ضعيف من جميع النواحي ضعيف في بنيانه وفي أرادته وفي صبره.

كما قال الله في كتابه القرأن الكريم

” يريد الله أن يخفف عنكم وخُلق الأنسان ضعيفا”.

الإنسان ضعيفٌ تهزمه الكلمة، كيف لكلمة طيبة أن تسعده وتضيء يومه كله، وكيف لكلمة مؤذية أن تحزنه فتقلب اليوم كله كلمة

الإنسان ضعيف تهزمه المشاعر.. حين يضيق يشعر كأنه يتنفس من ثقب إبرة،

حين يبتعد عنه من حبه كانه فقد الدنيا ومافيها وكانه كان له العالم بأكمله

وحين يعود اليه او يسمع صوته يفرح ويحسّ أن قلبه يكاد يطير من الفرح ! مجرد مشاعر

سبحان الله ..

الإنسان ضعيف يهزمه البرد والحرّ، والحبّ والكره، والخوف والقلق..

يتملّكه الخوف فيشلّ تفكيره وحركته

ولا يستطيع دفعه !

الإنسان ضعيف جاهل يتبنّى رأيًا ويدافع عنه ويتشبث به، ثم يبدو له غيره بعد مزيد علم فيعدل عن رأيه الأول..

ما أعظم الله وما أعظم إحاطته

الإنسان ضعيف، قلبه ينبض بين جنبيه لكنه لا يملك توجيهه

الإنسان ضعيف، جاهل، يخطئ، يغفل، ينسى، يندم، يحتاج، يمرض، يجوع.. سبحان الذي جعل هذا المخلوق الضعيف يعمر الأرض

سبحان الله العظيم الحكيم..

تأملك في ضعفك يزيد افتقارك له سبحانه، وينمّي في قلبك الإيمان بقوته وعظيم سلطانه..

إن عرفتَ نفسَك يا ابن آدم، عرفتَ ربّك

القرآن يعرّفك على الطبيعة البشرية بشكل مذهل.. بداية خلقها، منتهاها، صفاتها، أسرارها، وصف دقيق لا يستطيعه إلا خالقها !

“ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشرٌ تنتشرون” من تراب. خلق إنسانًا يأكل ويمشي ويتحرك ويفكر ويضحك ويتكلم