ولا عزاء للمطلقات

دكتور/ احمد نجم : يكتب

تواجه المرأة المطلقة تحديات كبيرة فى المجتمع سواء أكانت أسرية أو من الأصدقاء والمحيطين بها .  وينظر اليها المجتمع المصرى نظرة سلبية ويحملها مسئولية فشل الحياة الزوجية . ويعاملها الرجل كفريسة سهله الصيد .

ولقد زادت معدلات الطلاق فى مصر بشكل كبير فى الفترة الأخيرة وليست مقتصرة على الزواج الحديث . فقط بل ما مضى عليه عشرين وثلاثين عاما .

ومن الناحية الاحصائية نجد أن نسبه الطلاق ارتفعت من 9% الي 50% خلال أكثر من 50 عاماً تقريبا . وأصبح لدينا حالة زواج كل دقيقة يقابلها حالة طلاق كل دقيقتين.

ومع ارتفاع عدد المطلقات وازدياد نسبتهن فى المجتمع اصبح كل بيت لا يخلو من حالة طلاق . ويوجد به مطلقة.

وبالرغم من اتجاه القيادة السياسية الى تمكين المرأة بشكل غير مسبوق والذى كان له مردود كبير علي المرأة . من حيث الاهتمام والتقدير والاحترام لها.

الا اننا كمجتمع شرقي مازالت لدينا موروثات قديمة وعادات وتقاليد ونظرة سلبية الى المرأة . تقلل من مكانتها في المجتمع وأكثر الناس يعتبرونها امراة سهلة . وضعيفة سهل الاقتراب منها واختراق حياتها.

والمجتمع الشرقى يظلم المرأة ويعتبرها السبب الرئيسى فى الانفصال وربما كان الزوج هو سبب الطلاق.

كما تنظر السيدات المتزوجات لهن نظرة سلبية خوفا من ان تسرقن منهن ازواجهن ولذلك يبتعدن عنهن . مما بزيد من حالات الاقصاء المجتمعى للسيدات المطلقات ويؤثر ذلك على صحتهم النفسية والجسدية .

وعودة لدور المرأة فى الحياة الاسرية فأن المجتمع ينظر اليها وكأنها مسئولة بمفردها عن كل تفاصيل . ونواحى الحياة المعيشية وبالتالي يعتبرها السبب في الطلاق .  عكس الحقيقة تماما لأن البيت هو مسئولية مشتركة بل مسئولية الرجل قبل المرأة . وان هدم البيت يعود في الأساس الي عدم حفاظ الرجل عليه.

ويجب على المرأة المطلقة ان تحتفظ بثقتها بنفسها وأن ترضى بما قسمه الله لها من عدم اكتمال الزواج . وأن تجربة فاشلة ليست نهاية المطاف . و أن تعي أهمية دورها فى المجتمع والمشاركة به .

ويجب على المجتمع أن يتسم بسعة الأفق والنظرة الايجابية تجاه المطلقة وأن تتغير نظرة المجتمع . لها كانسانة وسيدة تتمتع بحقوق وواجبات . على قدم المساواة بأى سيدة أخرى متزوجة .