متابعة : أحمد طه عبد الشافي
محافظة أسيوط : الكوتشي الأسيوطي ينافس الصيني”.. شعار رفعه شباب قرية بني زيد الأكراد بمركز الفتح في محافظة أسيوط
بإنشاء نحو 10 ورش لصناعة أحذية “الكوتشي” بأسعار تبدأ من 25 جنيهًا حتى 65 جنيهًا بأقل من أسعار الأسواق
لتتحول القرية إلى إحدى القرى الرائدة في صناعة الكوتشي وتتحدى البطالة بعمالة أكثر من 500 شاب في هذه الصنعة
التي تنفرد بها القرية بمحافظة أسيوط وتسوق منتجاتها من الإسكندرية إلى أسوان.. “صدى البلد” يرصد لكم مراحل تصنيع الكوتشي بورش قرية بني زيد الأكراد .
500 شاب يعملون في 10 ورش
قال صلاح سيف أحد أصحاب ورش صناعة الكوتشي بقرية بني زيد الأكراد بمركز الفتح بأسيوط: إن القرية يوجد بها أكثر من 10 ورش لصناعة الكوتشي
بشكل كامل بجميع مراحل صناعته ويعمل بها نحو 500 شاب من أبناء القرية ، لافتا إلى أن جودة المنتج تنافس ماركات كثيرة بالأسواق
والأسعار تبدأ من 25 جنيها إلى 65 جنيها أقل كثيرًا من الأسعار في الأسواق وتستهدف محدودي الدخل
ونعمل في هذه المهنة منذ 20 عاما ويتم تسويق منتجات القرية بمختلف محافظات الجمهورية
من أسوان حتى الإسكندرية رغم وجود معوقات تواجه الصناعة من نقل الخامات من مدينة 6 أكتوبر إلى أسيوط
ولكن نتحدى هذه المعوقات حتى نستمر في الإنتاج وساعدتنا مبادرة الرئيس حياة كريمة بعد أن تم تدعيم القرية بمحولات كهرباء ساعدت معنا في استمرار الإنتاج
بعد رفع جهد الكهرباء في القرية كما نجد دعمًا كبيرًا من قيادات المحافظة للنهوض والحفاظ على هذه الصناعة
وتوفير منتج جيد بأقل الأسعار في متناول الجميع وينافس المنتجات الصينية وبسعر أقل منها
وتوفير للعُملة الصعبة من خلال إنتاج منتج محلي بجودة عالية دون الاعتماد على الاستيراد.
منتجات بجودة عالية تنافس في الأسواق
وأضاف أحمد سيد عبد الله عامل بإحدى ورش صناعة ” الكوتشي ” قائلا: أنا أعمل في صناعة النعل الخاص بالكوتشي
أقوم بوضع المادة الخام في “القادوس” الماكينة وتحولها الماكينة إلى عجينة وتقوم الماكينة بكبسها وصناعة النعل المناسب وبمقاسات مختلفة
ونقوم بفرز الإنتاج حتى نخرج منه غير المطابق ويتم إعادة صناعتها من جديد لإنتاج منتجات بجودة عالية تنافس في الأسواق .
وأشار محمد إبراهيم أحد العاملين بورشة صناعة الكوتشي إلى أنه يعمل على قوالب صناعة الكوتشي
يأتي إليه الاستيكر “النعل” حسب لون الحذاء وأقوم بتجميع الكوتشي حسب لون النعل الخاص به بعد أن أقوم بتثبيته
وبعد ذلك ينتقل إلى زملائي في المرحلة الثالثة لشد الخيط وتجميع الكوتشي .
وأوضح محمود محمد عامل بورشة صناعة الكوتشي قائلا: أنا أعمل في مرحلة شد وتجميع الكوتشي قبل تركيب النعل
حتى يكون مناسب مع مقاس النعل خاصة مع اختلاف المقاسات لأننا نعمل مقاسات من 26 إلى مقاس 45 ويختلف كل مقاس عن الآخر .
إحياء الصناعات بالقرى المنتجة
ومن جانبه قال اللواء عصام سعد محافظ أسيوط أن المبادرة الرئاسية حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي
تستهدف رفع معيشة المواطن من خلال إنشاء بنية تحتية والتي أنفقت عليها مليارات الجنيهات لابد أن يكون لها عائد على المواطن المقيم بالقرى
ومن هنا فكرنا كيف نستغل هذا الخير كله حتى يعود بمردود اقتصادي على المواطنين ومن ضمن هذه الأفكار إحياء القرى المنتجة
وقمنا بعمل لقاءات مع المواطنين في القرى التي كانت تتميز بالإنتاج في مختلف المجالات لأحياء الصناعات الصغيرة
والتي تدر دخلا على سكانها وحتى لا تندثر المهن والحفاظ على التراث .
وأضاف محافظ أسيوط أن كثيرا من القرى بأسيوط كانت تنتج صناعات ومنها قرية كانت تنتج الأحذية ” الكوتشي ” بقرية بني زيد الأكراد بمركز الفتح
وهناك قرى في مركز أبنوب تنتج النباتات العطرية وبني عدي تتميز بالكليم العدوي وديروط الشريف بصناعة الفخار وقرى تشتهر بإنتاج عسل النحل
وغيرها من القرى كانت تنتج ومن هنا نقوم الآن بعمل لقاءات وحوارات مجتمعية مع سكان القرى لتوحيد الجهود
والتكامل بين كافة الجهات لتحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل مستدامة للشباب من خلال إنشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر
بالقرى المستهدفة وجعل هذه القرى منتجة تنفيذاً لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية بالتركيز على بناء الانسان
والاستثمار في البشر وتحسين مستوى معيشة المواطنين والفئات الأكثر احتياجاً في مختلف القرى المصرية
وتوفير حياة كريمة لهم وفقا لرؤية مصر 2030 وضمن المبادرة الرئاسية التي تهدف إلى التمكين الاقتصادي.
دراسة السمات الموجودة بالقرى
وأكد المحافظ على أهمية دراسة المميزات والسمات الموجودة في كل قرية بنطاق الوحدات المحلية بالمحافظة وما تتميز به سواء حرف
أو منتجات أو زراعة بالمركز المستهدف بالمشروع القومي لتطوير الريف المصري”حياة كريمة” حتي يمكن تحديد الصناعات
التي تتناسب مع طبيعة المكان لتعظيم الاستفادة من المميزات النسبية لكل قرية وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة
وجعلها قرية منتجة لافتاً إلى أن الدولة تسعى لإحداث تغيير كبير في حياة المواطنين البسطاء في كافة القرى المستهدفة وإحداث تغيير شامل في شكل القرية.
وأشار محافظ أسيوط إلى ضرورة التشبيك بين مختلف الجهات لتحقيق التكامل بين الشركاء لتقديم خدمة متكاملة للمواطن الريفي
لتحقيق التنمية المنشودة من خلال تشجيع الأسر الأكثر احتياجًا في القرى المستهدفة من الشباب والسيدات المعيلات
والأشخاص ذوي الإعاقة على الاتجاه للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وذلك في إطار اهتمام القيادة السياسية الحكومة
بملف التمكين الاقتصادي لتحسين مستوي دخل الأسر الأكثر احتياجًا بالقرية وتوفير فرص عمل مستدامة.
ونوه محافظ أسيوط إلى إعطاءه تعليمات بضرورة عقد اجتماعات دورية وزيارات ميدانية للتنسيق بين الوحدات المحلية
وكافة الجهات لتحديد الاحتياج الفعلي للقرى ونوعية المشروعات المناسبة لطبيعة كل قرية لكي يتم تمويلها وخاصة الأنشطة الحرفية
والتنسيق مع القوى العاملة للتدريب على الحرف المختلفة والمجلس القومي للمرأة والاستفادة من إمكانيات التضامن الاجتماعي
والجمعيات الأهلية ومراكز الشباب في القرى مشيرًا إلى أن نجاح هذه الجهود مرهون باستمرار التنسيق بين كافة الأطراف
وصولاً لتحقيق الأهداف المتفق عليها ليتجسد الحلم على أرض الواقع وإحداث نقلة نوعية وحضارية في حياة المواطنين
المستفيدين من مشروعات المبادرة وتوفير فرص العمل اللائقة والمنتجة.