بــقــلـمــ✍️ أمين مراد
يولد الإنسان و يموت أكثر من مرة على مدار مسيرتة الحياتية . يولد لا يدري شيئا يتعرف على الدنيا من خلال البيئة المحيطة به . يتعلم الكلام والأكل وصغار الأمور أولاً ثم يمشي على قدميه و يلهو و يلعب . و يتشاجر و يصرخ و يبكي و يضحك .
ثم يموت هذا الطفل و يولد المراهق الذي يريد أن يتملص من براءة طفولته و يحدد هويته المستقلة . فتجده يتخبط بين الخطأ و الصواب يريد أن يجرب كل شيء . إلى أن يلفظ هذا المراهق أنفاسه الأخيرة على مقصلة التجربة . و يولد الشاب اليافع الذى حدد إطار شخصيته
المستقلة و بدأ يضع قدميه على أرض الواقع يواجههُ و يسير وفق معطياته و قوانينه . و لا يبقى كثيراً فيموت و يُستبدل بالرجل الناضج الرزين الذي ذاق كؤوس التجارب . كأس بعد الأخر و يعلم الفرق بينها جيداً و لديه جعبة من .
النصائح ملقاة أسفل قدميه يوزعها ببذخ على الجميع، ثم يذهب إلى أصدقائه السابقين .
و يولد شيخ هَرم يتكلم بصعوبة و يمشي ببطئ يولد فوق تلال التجارب ينظر إلى أقرانه في صمت . و يتذكر بالكاد الطفل القديم و يتحسس ملامحه بصعوبة شديدة . و ينظر إلى المراهق ويبتسم إبتسامة عريضة و يشتاق . إلى الشاب الذى لم يلبث كثيراً و لكنه يراه بوضوح شديد و يحتضن أطلال . ما تبقى منه .
ثم ينظر إلى نفسه و شعره الأبيض و سعالهُ المتكرر
فيوقن أنه الدرجة الأخيرة في مصعد العمر .
التالي
6 أكتوبر، 2024
ذكرى الحرب والنصر
4 سبتمبر، 2024
صادق إسبر يطلق “مزايا” في الطبيعة
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!