القمر بعل الأرض

د . غسان صالح عبدالله

حين وضع الأقدمون نظرية العناصر الأربعة ( الماء الهواء النار التراب) كانوا يعتقدون أن هذه العناصر . هي وحدها التي اوجدت الحياة على وجه الأرض ولم يكن لديهم ادنى معرفة بدور كل من الجاذبية الأرضية والجاذبية القمرية في إيجاد الحياة واستمرارها على الارض.

حتى جاء نيوتن الذي وضع قانون الجاذبية فميز بين الجسم من حيث هو كتلة وبين ثقالة الجسم . من حيث هي الجاذبية الأرضية له .  إذ لولا هذه الجاذبية لما استطعنا أن نخطو خطوة واحدة على الأرض . ولما تكونت البحار أصلا ولا ارتفع غيم ولا سقط مطر أي لاستحالت الحياة. 

غير أن الجاذبية الأرضية هذه تحاول أن تثبّت كل شيء في مكانه ( كالحجر) فلا تسمح للماء ولا للهواء بالحركة وهنا يأتي دور الجاذبية القمرية . التي تبلغ واحد على ستة من الجاذبية الأرضية وهذا كاف أن يجذب القشرة الأرضية . بحدود المتر الواحد وسطيا ومياه المحيطات بحدود تصل ٩ أمتار على ساحل الصين و١٥مترا على ساحل كندا . وذلك في حركة دائمة نسميها المد والجذر حيث يخضع الوجه الأرضي المواجه للقمر للجذب . ماء وهواء وقشرة أرضية وتدور الأرض حول نفسها مرة كل يوم بسرعة

١٧٠٠ كم في الساعة عند خط الإستواء من الغرب إلى الشرق ويدور القمر حولها بسرعة ٣٥٠٠كم أيضا . من الغرب إلى الشرق وهكذا فإن دوران الأرض في مواجهة القمر ودوران القمر حولها كافيان إلى خلخلة الهواء . وتحريك الرياح وخلخلة المياه وتكوين التيارات البحرية والمد والجذر . وخلخلة القشرة الأرضية التي تسهم في حدوث الزلازل بين الفينة والأخرى.

يعتقد العلماء اليوم أن القمر كان قريبا من الأرض بل ملتصقا بخاصرتها المحيط الهادي وكانت الأرض ساخنة . يغلفها مع القمر بخار الماء الكثيف ثم أخذ يبتعد عنها ليدور حولها . في نفس الاتجاه من الغرب إلى الشرق ولكن الحاذبية الأرضية القوية سحبت الغلاف الجوي المحيط بالقمر محتفظا لنفسه . بالماء عند قطبيه كما يفعل المغناطيس الذي يحتفظ ببرادة الحديد عند القطبين ولا يستطيع الاحتفاظ بها في الوسط . فقد ثبت وجود الماء عند قطبي القمر على صورة جليدية ويعتقد .كثير من العلماء أنه يحتوي على الماء في جوفه.

ولهذا فأن اعتقاد الأقدمين أن القمر بعل الأرض لم يأت من فراغ فهو الذي يدور حولها باستمرار لا يفارقها . ويتبادل وأياها الجذب والدفع ويتفق معها في الدوران من الغرب إلى الشرق . خلافا لبقية النجوم التي تتحرك من الشرق إلى الغرب وهو يكمل دورة واحدة . حول نفسه كل شهر قمري فيبقى وجهه المقابل للأرض ثابتا بالنسبة لنا وقد شبهه الأقدمون بوجه الإنسان وأدهشهم أنه يخضع لدورة حياة شبيهة بحياة الإنسان اي ولادة وشاب وشيخوخة . وموت وانبعاث كما أدهشهم أن دورة حياته تساوي دورة الخصوبة.  لدى المرأة وتاثيرها على العواطف والرغبات ومن هنا ربطوا دوره كإله للخصوبة . وبعل العاصفة والمطر ومخصب الأرحام فهو سيد المياه العذبة وإله الرياح. 

“يعلن أبو ليوس الروماني سنة ٢٠٠م وقد دخل ديانة إيزيس على لسان الأم القمرية: قالت أنا الطبيعة..الأم الكونية وسيدة الموجودات  . ابنة الزمن البدئية وربة كل شيء حي  . ملكة الاموات ؛ وملكة أهل الخلود  . أنا التجلي الأوحد لكل الآلهة والإلهات  لغز عشتار .