Daftar Slot88
Slot777 Server Thailand
مقالات

” حرمان أبنائكم نتاج حرمانكم

بقلم : زينب مدكور 

الحرمان تسلسُل معاناة من الطفولة حتى الشيخوخة .

هناك صورة نموذجية حاضرة في ذهن الناس حول مفهوم الطفل المحروم ، والتي غالبًا ما تكون نتيجة للوضع الاقتصادي والاجتماعي. لأسرة هذا الطفل أو البلد الذي يعيش فيه . فمع ذكر كلمة حرمان الأطفال يتكرر للجميع فكرة ضعف الجسد للطفل ونحافته ، ورغم حقيقة هذه الصورة   إلا أن الحرمان من حيث أنواعه قد يشمل أشكالاً ومظاهر أخرى يعاني منها الأطفال حتى في أغنى البلدان والمجتمعات. ومن ثم ، كان من الضروري تحديد معنى حرمان الأطفال ، وأشكاله وآثاره  . وكيف ينبغي التعامل معه . 

لا تأتي ظروف الحياة دائمًا كما هو متوقع ومطلوب ، سواء للأطفال أو لعائلاتهم أو مجتمعاتهم  . وفي كثير من الحالات قد يكون لهذه الظروف تأثير سلبي على الرغبات . والاحتياجات الأساسية للأطفال  . ومن ثم تسبب لهم نوعًا من الحرمان .

ومن أحد هذه الحاجات ، هناك بعض العوامل التي تسبب حرمان الأطفال :

– انفصال الوالدين : هو أحد العوامل التي تؤثر على العديد من جوانب حرمان الطفل. بسبب انفصال الوالدين  . حيث سيُحرم الطفل أولاً من العيش في أسرة طبيعية . ذات أطراف متكاملة وبنية أسرية  . بالإضافة إلى حرمانه من التثقيف الصحي الأُسري الذي يتطلب وجود الوالدين وقيامهم بدورهم المتكامل للأسرة  . وكذلك للطفل  وعدم تلقي الاهتمام . الكافي له بسبب ما يحدث عادة بينهم وهو إلقاء المسؤوليات تجاه بعضهم . البعض من قبل الوالدين المنفصلين عند انفصالهم .

– الحوادث والتشوهات الخلقية: قد يولد الطفل وهو يعاني من مرض معين أو تشوه في أحد جوانبه الجسدية  . أو قد يتعرض لحادث خلال حياته الطبيعية يسبب له هذا التشوه أو الإعاقة .  وبالتالي كل هذا سوف يؤدي إلى حرمانه من العيش بشكل طبيعي . أسوة بأقرانه وافتقاره للصفات الجسدية التي تتواجد مع أي طفل عادي . 

– الفقر والضعف الاقتصادي : وهو من أهم أشكال الحرمان المادي للطفل الذي يعيش في أسرة فقيرة . أو ضعيفة اقتصادياً ، وهذا الحرمان سيؤثر على مختلف مجالات احتياجات الطفل ورغباته سواء أكانت تعليمية . أم غذائية أم صحية ، أو البيئة السكنية ، كما ستؤثر على حياته اليومية مثل الملابس واللعب والحصول على ما يتمني . 

– عدم كفاءة الوالدين : في بعض الأحيان لا يكون الوالدان نفسهما مؤهلين نفسياً أو اجتماعياً لإنجاب طفل وتربيته  . سواء بسبب صغر سنهم أو معاناة أحدهم من مرض معين أو جهلهم بكيفية رعاية الطفل واحتياجاته  . وهذا أيضًا سيؤدي إلى العديد من جوانب الحرمان العاطفي والمادي والتربوي وربما التعليمي للطفل .

الأوضاع الاجتماعية والسياسية : قد تعاني بعض المجتمعات والدول من كوارث طبيعية . وأزمات إنسانية حقيقية بسبب الظروف الطبيعية لتلك الدول  . أو قد تعاني من اضطرابات سياسية وإدارية تؤدي إلى الحروب والفساد الإداري  . مما يؤثر سلبًا على الوضع الاقتصادي المعيشي من شعوب تلك البلدان  . ويكون سبب الحرمان . فيها خارج عن إرادة وقدرات الوالدين . أو حتى المجتمع بأكمله لمواجهتها  . وتحتاج إلى جهود حكومية ودولية وعالمية متضافرة على نطاق واسع للتخفيف من تأثيرها .

ويوجد أيضا للحرمان أوجه وأشكال مختلفة : 

فمفهوم الحرمان  وخاصة النوع الذي نعني به الأطفال ، واسع جدًا في معناه والأشكال التي يتضمنها . فأي جانب من جوانب . احتياجات الطفل الأساسية  الجسدية والعاطفية . والاجتماعية التي لا يستطيع الطفل الاستغناء . عنها في حياته اليومية يمكن أن يعرضه لأي نوع من الحرمان بسبب تغير ظروف الحياة ، ومن أهم أشكال أو أنواع الحرمان :

الحرمان المادي

– الحرمان من الغذاء : يقصد به أن الطفل لا يحصل على الكمية المناسبة والكافية من العناصر الغذائية . اللازمة لنموه السليم والحفاظ على صحته وطاقة جسمه .

– الحرمان من الملابس: تعتبر الملابس أيضًا من الاحتياجات الضرورية للطفل سواء في تأمين الدفء في الشتاء  . أو راحته وحرية الحركة أثناء ممارسة أنشطته اليومية . بالإضافة إلى أهمية اللباس في الصورة التي يراها الآخرون عن الطفل ، والحرمان من الملابس المناسبة للطفل له آثار عديدة. تؤدي بالسلب عليه .

– الحرمان من اللعب والحركة : حيث يعتبر اللعب من أهم الأنشطة في نمو الطفل وتنشئته واكتساب . المعرفة والخبرات والعلاقات الاجتماعية  بالإضافة إلى استمتاعه . وتفريغ طاقته  وحرمانه . من اللعب لأسباب عديدة ، يؤدي إلى عيوب كثيرة على تربيته وشخصيته .

– الحرمان من التعليم : التعليم حق لجميع الأطفال ومن واجبنا تأمينه لهم على أفضل المستويات الممكنة. إن حرمان الطفل من هذا الحق سيكون له أثر سلبي على مختلف مراحل حياته ومستقبله .

– الحرمان الاجتماعي والعاطفي

اليتم : لأسباب خاصة قد يحرم الطفل في كثير من الأحيان من أحد والديه أو كليهما  . وهذا يعتبر من أسوأ أشكال الحرمان.

وجود إعاقة جسدية : مرض الطفل أو إعاقته الجسدية نتيجة ظرف أو حادث ، أو ولادته ببعض التشوهات . والإعاقات تحرمه من الحياة الطبيعية مثل أقرانه ، وهذا يؤدي إلى عدم قدرته . على القيام بالكثير . من أفعال . أو حركات بسيطة ، وإحساسه بهذه الإعاقة له آثار سلبية كثيرة على شخصيته.

الولد مجهول النسب : الطفل الذي تربى دون أن يكون له أبوين معروفين ، وهذا الطفل يعاني الكثير . خلال حياته سواء من تعامل معه أو قبوله ، وكل هذا لسبب ليس ذنبه ، و يعاني هذا الطفل من العديد من أشكال الحرمان المادي والعاطفي والاجتماعي .

         ** آثار حرمان الأطفال

إن الاحتياجات والرغبات والضرورات المتوفرة للطفل خلال المراحل الأولى من نموه ستنعكس بشكل طبيعي سلبًا أو إيجابيًا على طبيعته النفسية وشخصيته والتعليم الذي يتلقاه على جميع المستويات ، وبالتالي فإن حرمانه من هذه الاحتياجات سيكون واضحًا الآثار المترتبة عليه سواء بشكل مباشر أو بعيد على مستوى شخصيته البناءة ، 

وتشمل هذه الآثار : 

الشعور بالدونية وانعدام الثقة بالنفس: حيث يشعر الطفل بأي نوع من الحرمان والضعف ، خاصة الأشياء البسيطة التي يراها من أبسط حقوقه والمتاحة للأطفال الآخرين ، سوف ينمو لديه شعور بأنه أقل منهم ولا يستحق ما يستحقه وبالتالي يفقد ثقته بنفسه وحبه لذاته.

الشعور بالغيرة والحسد : يحدث هذا عندما يلاحظ الطفل أن كل ما هو محروم منه متاح ببساطة للأطفال الآخرين في محيطه  . سواء من أقاربه أو زملائه في المدرسة أو حتى أصدقائه المقربين ، وهذا ما يُطور فيه الشعور بالغيرة منهم ومن كل من يملك ما لا يملك.

تعلم السرقة والسلوك السيئ : حتى يعوض الطفل ما حرم من الأشياء المادية ، قد يلجأ إلى السرقة في بعض الحالات للحصول على ما يريد  . مثل السرقة من أقاربه لشراء بعض الأطعمة المحرومة ، أو قد يسرق من زملائه أغراضهم وألعابهم لإشباع رغباته.

تعلم مواجهة ظروف الحياة : يعتبر من المشاعر الإيجابية للحرمان إذا كان هذا الحرمان على مستوى بسيط وثانوي في موضوعه. يتعلم الطفل أنه ليس كل ما يريده متاحًا ببساطة ، ولكنه يحتاج إلى النضال من أجل الحصول عليه ، وبالتالي يتعلم كيفية الحفاظ على ممتلكاته والدفاع عما لديه .

     – الإصابة بالأمراض : 

في الحالات التي يحرم فيها الطفل من مقومات الحياة الأساسية مثل اللعب والراحة والرعاية الصحية واللباس الجيد والحركة  . فقد يعاني الطفل من العديد من الأمراض أو مشاكل النمو بسبب هذه المشكلات  . مثل ضعف الجسم والمناعة. وكذلك الأمراض النفسية والعقلية التي قد تكون نتيجة مباشرة للحرمان في الطفولة.

– التراجع في التعليم : المقصود هنا هو التعليم من حيث الخبرات التي يمر بها الطفل أثناء اللعب وتكوين الصداقات والعلاقات  . أو التعليم بمفهومه المدرسي والأكاديمي. غالبًا ما ينخفض ​​المستوى التعليمي للطفل.

العزلة في حالة الحرمان الاجتماعي : عن الأصدقاء والزيارات بسبب ظروف أسرية أو عائلية أو مشاكل .

-السلوكيات العدوانية: فالطفل الذي يشعر بالحرمان من أي شيء مادي أو عاطفي أو اجتماعي  . يشعر دائمًا بعدم الثقة بالآخرين وعليه أن يدافع عن نفسه بكل الطرق ، وهذا ما يطوره في السلوكيات العدوانية بالإضافة إلى توتره وغضبه نتيجة شعوره بالظلم .

  ** خطوات لتقليل شعور الطفل بالحرمان 

ففي معظم الحالات ، قد لا يتمكن الآباء من مواجهة وضع طفلهم المحروم بمفردهم دون دعم ، خاصة في الحالات التي تكون فيها ظروف وأسباب الحرمان فوق قدراتهم وإمكانياتهم لذلك فيجب التعاون وتوحيد الجهود الإجتماعية والمؤسسية للدعم والتقليل من حالات الحرمان لدى الأطفال:

    * دور الوالدين

تقييم الموقف قبل الإنجاب: يجب على الآباء الذين هم على وشك إنجاب طفل أن يخططوا ويقيموا ظروفهم المادية واستقرارهم الاجتماعي والعاطفي قبل اتخاذ هذه الخطوة ، من أجل تأمين أفضل الظروف التعليمية والمعيشية للطفل قبل إنجابه.

– تعليم الطفل قيم الرضا والصبر : 

فهذه القيم تخفف من مشاعر الاكتئاب والحزن التي تصاحب حالة حرمان الطفل من أي شيء ، وعندما يتعلم الرضا والصبر يمكن أن يرضي واقع الحال وتوقع الأفضل في المستقبل والعمل الجاد لتحسين وضعه.

– زيادة ثقة الطفل بنفسه: 

إن حالة الحرمان كما ذكرنا سابقاً تضعف ثقة الطفل بنفسه وحبه لذاته ، وهذه القضية بدورها لها العديد من السلبيات على شخصيته وتوازنه النفسي ، ويجب تقوية ثقته بنفسه من أجل للتخفيف من آثار مشاعر الحرمان عليه.

       * دور المؤسسات

– برامج دعم الأسرة والطفل : هذه هي مسؤوليات المؤسسات الحكومية أو الدولية أو حتى المدنية والمحلية ، من خلال تأمين العمل للوالدين العاطلين عن العمل ، على سبيل المثال ، أو برامج الرعاية الصحية أو تأمين الاحتياجات الغذائية.

– دور المدرسة : يأتي دور المدرسة في الأمور التربوية ، حيث قد لا يستفيد بعض الأطفال من الدروس المدرسية نتيجة ضغوط الحياة المختلفة. توفير الكتب المدرسية مجانا.

    * وأخيرًا

ليس هناك ما هو أسوأ من رؤية أطفالنا محرومين من حقوقهم واحتياجاتهم الأساسية كأطفال لا ذنب لهم في الظروف أو الأسباب التي أدت إلى هذا الحرمان مهما كانت ، لذلك فهي من أهم واجباتنا تجاههم سواء كآباء أو مجتمعات أو حتى مؤسسات حكومية أو خيرية أو مدنية أو دولية . فلنفعل ما في وسعنا لمواجهة حرمان الأطفال من جميع جوانبه وتقليل حدته وتقليل آثاره ، ولهذا كان اهتمامي بهذا المقال هو مفهوم حرمان الأطفال من حيث المعنى والظروف المسببة بالإضافة إلى النتائج والآثار وأفضل الخطوات للمواجهة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!