د.ازهار الغرباوي
اكاديميه عراقيه
بعد ان تم تقديم التيار الصدري لاستقالاتهم الجماعيه قبل ايام وذلك امتثالا للدعوة التي
اطلقها السيد مقتدى الصدر بسبب حالة الانسداد السياسي التي عمت المشهد
السياسي في اعقاب الانتخابات النيابية التي جرت في العاشر من اكتوبر من العام
الماضي/2021.
التساؤل المطروح: هل ان حالة الانسحاب الصدري من البرلمان ستكون نهاية لازمه ام
بدايه لازمه اكبر ؟؟؟
ان الاجابه على هذا التساؤل تدفعنا الى استعراض بعض الحقائق السياسيه التي
سوف يخلفها واقع الاستقالات الصدريه .. فبعد ان تم تفعيل موضوع الاستقالات الجماعيه
للكتلة الصدريه التي تعتبر الكتله الاكبر في البرلمان العراقي (73) مقعد يكون قد منح
فرصه ذهبيه جديده لبعض القوائم الشيعيه التي لم يحالفها الحظ في الحصول على
العدد الكافي من المقاعد البرلمانيه .. اذ ان الدستور العراقي يتيح في حال انسحاب اكبر
الكتل الفرصه لافضل الخاسرين من كتل اخرى من نفس المكون للحصول على المقاعد
الشاغرة وهو الامر الذي يغير الخريطة السياسيه التي افرزها المشهد الانتخابي
العراقي ..
وعلى مبدا ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) فان الانسحاب الصدري سوف الذي يجعلها من
القوة بحيث تفرض كلمتها في سيناريو التحالفات النيابية المنتظره .وخصوصا
ان الانسحاب الصدري المذكور رفع من حظوظ الاطار التنسيقي الذي مثل اغلب القوى
الشيعية التي تراجعت حظوظها بعد ان حصلت على اقل الاصوات .. وهي ستكون اليوم
من القوة بحيث تفرض كلمتها على باقي الكتل وتشكل الكتله النيابية الاكبر بلون طائفي
واضح ..
وهو الامر الذي يطرح عدة تساؤلات :
هل من الانصاف ان يكون التغيير على حساب ارادة الشارع الذي اختار قائمة خذلته
بموقف الانسحاب ليتحول المشهد من الانسداد الى حالة الازمه ؟؟
وهل تخلى السيد الصدر عن مشروع الاغلبيه الوطنيه الذي طالما نادى به ولازال صعب
المنال في ظل الظرف الداخلي والاقليمي للعراق ؟؟
والتساؤل الاهم: هل سيعود الشارع الى الدعوة لانتخابات جديده بعد خطوة الانسحاب
الصدري ام ان العوده الى المربع الاول لن تكون مجديه خلال الوضع الراهن ..مشروع