Daftar Slot88
Slot777 Server Thailand
غير مصنف

ذكريات ومواقف في الذكرى الثالثه والخمسين لوفاة الشيخ محمد صديق

ذكريات ومواقف في الذكرى الثالثه والخمسين لوفاة الشيخ محمد صديق

تقرير / خلف الله العيساوي

تحل علينا اليوم ذكري رحيل القارئ الشهير فضيلة الشيخ محمد صديق المنشاوي ومن خلال وكالة روتانا نيوز الأخبارية الدوليه نسافر بكم في رحلة قصيرة عن أهم الذكريات والمواقف في حياة الشيخ الراحل

ولد الشيخ محمد صديق المنشاوي بمدينة المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره؛ حيث نشأ في أسرة قرآنية عريقة توارثت تلاوة القرآن، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي وجده تايب المنشاوي وجد والده كلهم قرّاء للقرآن وفي أسرته الكثير ممن يحفظون القرآن ويجيدون تلاوته منهم شقيقه محمود صديق المنشاوي.

تأثر بوالده الذي تعلم منه فن قراءة القرآن الكريم، وأبن أخيه الشيخ صديق محمود صديق المنشاوي أحدث الأصوات القرآنية في بيت القرآن الكريم لهذا أصبحت هذه العائلة رائدة لمدرسة جميلة منفردة بذاتها في تلاوة القرآن، بإمكاننا أن نطلق عليها (المدرسة المنشاوية).

سافر الشيخ المنشاوي إلى القاهرة مع عمه القارئ الشيخ أحمد السيد فحفظ هناك ربع القرآن في عام ١٩٢٧ ثم عاد إلى بلدته المنشاة بعد أن أتم حفظ ودراسة القرآن على مشايخ مثل محمد النمكي ومحمد أبو العلا ورشوان أبو مسلم الذي كان لا يتقاضى أجراً على التعليم .

تلقي الشيخ محمد المنشاوي القراءات العشر عن الشيخ محمد سعودي إبراهيم وهو عن شيخه محمد بيومي المنياوي وهو عن حسن الجريسي الكبير وهو عن أحمد الدري التهامي، وهو عن أحمد محمد الشهير بسلمونة، وهوعن الشيخ إبراهيم العبيدي بأسانيده المعروفة .

سجل القرآن الكريم كاملاً في ختمة مرتلة، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بـالإذاعة المصرية، وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين كامل البهتيمي وفؤاد العروسي. وله أيضا العديد من التسجيلات في المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا .

ومنها مصحف شعبة ومصحف القرآن المجود ومصحف مرتل آخر وللأسف أغلبهم مفقود .

وتلى الشيخ المنشاوي رحمه الله القرآن في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي كالمسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس .

وزار عددا من الدول الاسلامية كالعراق واندونيسيا وسوريا والكويت وليبيا وفلسطين والمملكة العربية السعودية .

سُئِلَ الشيخ محمد متولي الشعراوي عن رأيه في صوت المنشاوي، فقال: « من أراد أن يستمع إلى خشوع القرآن فليستمع لصوت المنشاوي .

وقال خبراء الأصوات : «إذا كان الشيخ مصطفى إسماعيل أعظم من جوّد القرآن، فإنَّ المنشاوي أعظم من رتَّله! لِتميزه بعذوبة صوته، وخشوعه في القراءة، وأنفعاله بجلال القرآن ورهبته، الذي أبهر المستمعين! حتى لُقِّبَ بصاحب «الصوت الباكي»!

وقال عنه الأديب محمد القوصي: «إنَّ الشيخ المنشاوي أغلقَ بابَ تلاوة القرآن من بعده، فلا يستطيع أحدٌ من القُرّاء أن يقتربَ من أدائه الفريد، ومن صوته الملائكي!

قال سماحة الشيخ أبن الباز رحمه الله عليه(إن تردت أن تسمع إلى القران كما نزل

فاستمع الى المنشاوى أنه صوت لا تمل منه أبدا كينبوع ماء طاهر متدفق مروى لعطشى ) .

وكان الشيخ الألباني يبكي وهو يسمع الشيخ محمد صديق المنشاوي .

‏ وروي عن كثير من مشايخنا أنه عندما كان الشيخ المنشاوي يُحي ليالي رمضان في ليبيا … جَاءهُ أحد القُرَّاء الشَّباب وقال ياشيخ إقرأ لنا بمقام السيكا.. فأجاب المنشاوي { يابني لا سيكا ولا بيكا إحنا بنقرأ على بركة ربنا } .

● الشيخ المنشاوي والرئيس عبد الناصر

وذات مرة، وجَّه أحد الوزراء دعوة للشيخ المنشاوي لحضور مناسبة دينية، قائلاً: سيكون لك الشرف الكبير بحضورك هذا الحفل الذي يحضره الرئيس عبد الناصر! فردَّ الشيخ قائلاً: ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع القرآن بصوت المنشاوي؟ ورفض أن يلبِّي الدعوة، وقال: لقد أخطأ عبد الناصر حين أرسل إليَّ أسوأَ رسله!!

ومع ذلك، فقد كان الشيخ شديد التواضع، وكثيراً ما كان يتحرر من عمامته، ويرتدي جلباباً أبيض وطاقية بيضاء فوق رأسه، ويجلس أمام باب بيته! وذات مرة، جاء أحد الشبان – وكان من جيرانه – وأقترب من الشيخ ولم يعرفه، ظناً منه أنه البوَّاب! وقال له: لوْ سمحت يا عمِّ، أين الشيخ محمد صديق، فنظر إليه الشيخ، وقال له : حاضر يا بنيّ، أنتظر حتى أرسله إليك! ولم يقل له : أنا الشيخ حتى لا يضعه في حرج! ثمَّ صعد الشيخ إلى شقته، وأرتدى العمة والقفطان والنظّارة، ثم نزل إليه، وسلَّم عليه، وقال له : مَن الذي سأل عني؟!

●الشيخ المنشاوي والأذاعه المصريه

ومن العجيب أنه لم يكن يريد التسجيل في الإذاعة فإنَّ بدايته مع الإذاعة جاءت متأخرة، خصوصاً إذا علمنا أن الإذاعة المصرية كانت تبحث عن المواهب الواعدة في التلاوة آنذاك! لكن شاء الله –سبحانه- أن تظهر هذه الموهبة، وتستمتع الدنيا بهذا الأداء العذب. ففي شهر رمضان المعظم في عام ١٩٥٣ كانت الإذاعة تسجّل من مدينة إسنا في الصعيد، وكان الشيخ محمد صدِّيق المنشاوي فارس الحفل، فعلمتْ الإذاعة به، وقررت أن تضمه إلى كوكبة القراء المشاهير لديها. لكنهم طلبوا منه أن يتقدّم بطلب للإذاعة، حتى يُعقدَ له أختبارٌ، كما تفعل مع سائر القرّاء عند أختيارهم، فإذا بالشيخ محمد يرفض هذا المطلب، قائلاً: أنا لا أريد القراءة بالإذاعة، فلستُ في حاجة إلى شهرتها، ولا أقبل أن يُعقَد لي هذا الاختبار أبداً … فما كان من مدير الإذاعة، إلاَّ أن أمر بأنْ تنتقل الإذاعة إلى حيث يقرأ الشيخ، فسجَّلوا له عدداً من التسجيلات، فاعتمدته الإذاعة على الفور ! وتعدّ هذه هي المرة الوحيدة التي أنتقلت فيها الإذاعة بكل معداتها وطواقمها ومهندسيها، لتسجِّل لأحد القرّاء!

● الشيخ المنشاوي والحسد

ومع هذا لم يسلم من الحسد والبلاء فقد دعي الشيخ محمد المنشاوي لأحياء إحدى السهرات القرآنية عام ١٩٦٣ م، وبعد الانتهاء من السهرة القرآنية دعاه صاحب السهرة لتناول طعام العشاء، و بعد إلحاح وافق الشيخ محمد، وقبل أن يبدأ بتناول الطعام جاء إليه الطباخ وهو يرتجف، وهمس في أذن الشيخ وقال له: طعامك مسموم ولا تفضحني فينقطع رزقي، ووصف له الطبق الذي سيقدم له، و قال: أحد الأشخاص دفع لي كي أضع السم في صحنك، فلم يأكل الشيخ منه، وأكل خبزا كي يبر قسم صاحب المائدة الذي لا يعلم بوجود السم في طبق الشيخ، وقد علم الشيخ محمد صديق المنشاوي أن أحد المقرئين هو الذي دفع للطباخ ليسممه .

لكن الشيخ لمْ يعش طويلاً، إذْ تُوفِّي وهو في الأربعينات من عمره،

يقول بعضُ من كتبَ سيرةَ الشيخ المنشاوي رحمه الله:

“ومما ذكره شهود العيان أن أحدًا ما مشهورًا بالحسد، نظر إلى الشيخ المنشاوي، وعلق على قراءته وصوته، ووصفه بأن له حنجرة يرى منها الماء، وهذا كناية على قوة وصفاء حنجرة الشيخ، وما هي إلا لحظات وفاجأ الجميع بخروج دم من فمه، فنقل إلى المستشفى وبعد عدة أيام توفي فضيلة الشيخ محمد صديق المنشاوي”.

صدق من قال: كل صاحب نعمة محسود!

يحكي لنا المستشار الكريم هشام فاروق حفظه الله

أتصالا بينه وبين الشيخ عبد الرحيم دويدار حفظه الله تعالى ومما كان فيه الحديث عن سيدنا الشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله تعالى

فقال:

قرأت مع الشيخ محمد صديق المنشاوي مرة واحدة فقط! ولكنني تفاجأت أن الشيخ يجلس على دكة التلاوة – عندما يبدأ القراءة – جاثيا على ركبتيه في وضع التشهد! وعلمت أن تلك كانت عادته! يفعلها في كل الليالي والعزاءات مهما طالت مدة التلاوة! حتى لو أكثر من ساعة يظل يقرأ فوق الدكة بوضع التشهد !

سألت الشيخ دويدار : ألم يكن يتربع فوق الدكة كباقي القراء؟ قال : لا..أبدا…ما يغير وضعه هذا طوال قراءته! ثم قال الشيخ : عن نفسي لا أقدر أن أفعل مثلما كان يفعل سيدنا الشيخ محمد صديق! قلت له : هذه معلومة جديدة ربما لا يعلمها أحد عنه في هذا الزمان بعد ٥٢ عاما من وفاته! إذن هذا رجل كان يدخل في الصلاة عندما يبدأ تلاوة كلام الله! قال : صحيح .

وفي عام ١٩٦٦ أصيب بمرض دوالي المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى رحل عن الدنيا في يوم الجمعة ٥ ربيع الثاني ١٣٨٩ هـ الموافق ٢٠ يونيو ١٩٦٩ م

رحم الله الشيخ محمد صديق المنشاوي رفع درجاته في عليين فاللهم ارض عنه واجمعنا به في أعلى الجنان .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!