Daftar Slot88
Slot777 Server Thailand
مقالات

واجب الأدباء في أمتي:

واجب الأدباء في أمتي:

الأديب الباحث: غسان صالح عبدالله

واجب الأدباء في أمتي:

إننا في هذه الأيام نعيش أشد المحن في عالمنا العربي على المستويات كافة ..فواجبكم انتم أيها الأدباء والشعراء والمفكرون تنظيم عملكم والإرتقاء بسمو نظرتكم إلى الحياة والكون والفن والوقوف في وجه الفوضى ، فوضى الأدب وبلبلة الادباء حيث تحملان نصيبا من مسؤولية التزعزع النفسي والإضطراب الفكري والتفسخ الروحي المنتشرة في الأمة.

كفكفوا دموع هذه الأمة وارفعوا لهذه الأمة التي تتخبط في الظلمات مشعلا فيه نور، فيه امل، فيه صحة وعافية..ولا تكونوا مقلدين في سائر أعمالكم..

فالشعر والإبداع المثالي الأسمى شديد الإتصال بالفكر وإن يكن الشعور عامله الأساسي أو غرضه لأن الشعور الإنساني متصل بالفكر اتصالا وثيقا..

اتركوا الخيال الذي لا روح فيه ولا حقيقة واطرقوا أبدا المواضيع الحيوية والعمرانية وشهروا تشهيرا لا تخشوا فيه لومة لائم مواضع الضعف مشيرين إلى كل ضعف في أخلاقها ، وخلل في عاداتها، ونقص في كيانها على سبيل حب الإصلاح ليس إلا..

وكن أيها الأديب ذلك المفكر في الحياة وما تتطلبه الحياة من عوامل الرقي وأسباب العمران ، ولا تعود حياتك كلها فيما تكتب على البكاء والنواح على الطلول البالية والآثار الخرفة وهذا ما يقوم به أكثر الأدباء والشعراء ظنا منهم أنهم يخفون الألم..

قال جبران خليل جبران ” الشاعر زنبقة في جمجمة”.

وقال خليل سعادة” كل أمة مقياس ارتقائها وصورة أخلاقها ومظهر شعورها وعنوان مجدها فهي المرآة التي ترى بها الأمة نفسها ومصباح الظلمات يكونه الشاعر والأديب والفنان والفيلسوف والعالم والقائد كل واحد منهم بطريقته الخاصة”.

إني أعتقد أنه لا بد من القيام بجهود جبارة قبل أن تصبح النهضة الأدبية معبرة عن حياتنا؛ وإنني مؤمن بأنه سيجيء اليوم الذي يتحقق فيه ذلك وتصير الروحية والعقلية في أمتنا والغنيتان بمواهبهما الطبيعية معينين ينهل منهما الأدباء وأهل الفنون والعلماء والفلاسفة الذين يخرجون من صميم الشعب ، وليحقق الشاعر أو الأديب ذلك عليهما الإتصال بمجرى حياة يجدان فيها نفسيتهما ونفس أمتهما ومجتمعهما وحقيقة طبيعتها وطبيعة جنسهما ومواهبهما وبإدراك عمق النظرة إلى الحياة والكون والفن الملازمة لهذا المجرى الذي يزداد قوة مع الأيام..ويجعل لنا أدب حي جدير بالبقاء وباحتلال مركزا عالميا بين الأمم لأنه يوجد لدينا من روائع المظاهر والمكنونات النفسية التاريخية ما يستهوينا لاستخرج كنوزنا واستئناف مجرى خططنا السامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!