Daftar Slot88
Slot777 Server Thailand
حوارات

الباحث زهير توفيق: ينفر بعض الكتاب من الفلسفة بحثاً عن السهل والمباشر والخفيف

أجرى الحوار /الكاتب والأديب سليم النجار

– حتى تقوم فلسفة عربية خاصة لا بد من تحقيق الاستقلال التاريخي للذات العربية وفك التعبية 

– هناك خلط كبير بين مفهومي النهضة والتنوير 

– الفلسفة لا تتصالح مع الخرافة والماضوية وتزييف الواقع

يحتفل زهير توفيق الذي يشتغل بالمعرفة كنهج فلسفي التي هي غايته الأسمى والقصوى، وكنز الحكمة والذوق والكشف- بالمعرفة مُتجاوزًا البعد المادي بمعناه التقليدي معبِرًا عن ذلك بلغة جديدة هو من استولدها، حيث يعطي أهمية كبيرة للحس والخيال والذوق والحدس بدلاً عن سيطرة العقل واستبداده٠ 

يضعنا زهير توفيق في اشتغاله في الفلسفة بطريقته السردية الخاصة امام عملية خلق عالم يدعو للتساؤل مواز، من خلاله يمكن ان ننظر إلى عالمنا الواقعي المادي ويمكن ان نفهمه ونفسره٠٠٠ 

عبر هذا الحوار الذي اجريته معه، نعيش معه زمنه السردي المعرفي في أزمنة تخييلية عبر الاسترجاع و الإرشادات الثقافية والرمزية٠٠٠ 

 السؤال الأول عن أزمة الثقافة العربية وصورة الثقافة العربية القاتمة …

طبعاً هناك أزمة، وهناك إجماع عليها بين المعنيين، لكن الخلاف بيننا على دلالتها وابعادها ،ومردودها، وعلاقتها بالأزمة المجتمعية العامة .

 ليس المقصود هنا بالثقافة المعنى الانثروبولوجي كونها نمط حياة المجتمع أو الجانب المعنوي من حضارته، أنها القطاع المعرفي المعني بالإبداع فكريا وأدبياً وفنياً ،و عندما تفشل هذه المنظومة وأنساقها المختلفة عن تلبية حاجات المجتمع الشعورية والروحية والفكرية ،نقول أنها في أزمة ،وتصبح الأزمة نفسها موضوعا أثيراً للثقافة والتنظير تحفّز الكاتب لتشخيصها والخروج منها وهذا ما يميزها عن أزمة السياسة التي تشل المجتمع .

ترتبط أزمة الثقافة بما هو سائد بغض النظر عن النخب التي تنتج ثقافة رفيعة ، والملفت للنظر أن السائد والنخبوي يعاني من نفس الأعراض، وهو الكم الهائل من المعروض الثقافي التقليدي الذي يتحاشى النظر والخوض في القضايا المصيرية مباشرة خوفاً أو عجزاً أوإنتهازية ،وبالتالي تدني المستوى والتجريد والمجانية والتغريب والخفة ، والكم على حساب النوع، والنرجسية التي تهتم بالحضور اكثر من إهتمامها بالمنجز الحقيقي ، والخلفية التقليدية السلفية للثقافة والمثقف التي تمحو الروح من ذاتها بعيداً عن العصر والمنطق ، والإتكاء على النموذج الغربي في ثقافة التغريب – باسم الحداثة والتحديث – معياراً كونياً لجودة العمل الإبداعي .

تتصف الثقافة المأزومة بالإزدواجية والتناقض وغياب المشاريع والمراوحة في المكان، واعادة انتاج الذات فغالباً ،ما يكررالكاتب نفسه ولا يحقق القطيعة المعرفية مع تاريخه وبداياته ،والتقدم إلى الأمام ،وبالمحصلة ينتج العمل العاشر بمواصفات العمل الأول ومستواه . طبعاً الموضوع شائك ،ويتعلق بقضايا سياسية واجتماعية وحضارية ،ومن تجلياتها وأسبابها عزلة المثقف، وتبخيس قيمة الثقافة وتفريغها من قيمتها ،ومحاربتها من الفساد والإستبداد للإستفراد بالجماهيروحرمانها من السمو والكمال الروحي والإنساني ،وجعلها عرضة للإحتواء والتجهيل ،وفريسة سهلة للهيمنة ،وتوظيفها ضد ذاتها وتعميق اغترابها بالعداء لنفسها من خلال العداء للثقافة ،وتأكيد مقولة عصر الإقطاع الصيني لم يولد الشعب إلا لجر عربة الأمبرطور !  

السؤال الثاني هل هناك فلسفة عربية معاصرة؟!

هذا سؤال استنكاري وغالباً ما يطرح الموضوع في الثقافة والإعلام الصحفي للحطّ من الجهود الفكرية والفلسفية العربية ،طبعا لا يوجد فلسفة عربية مستقلة ولكن هناك اتجاهات وأيديولوجيات ومذاهب ومناهج فلسفية، تستوحي فلسفات التراث العربي الإسلامي أو الفلسفات الغربية الحديثة والمعاصرة ،أو تيارات تزاوج بين الطرفين ، فهناك عبد الرحن بدوي الوجودي ، وزكي نجيب محمود التجريبي ،ومحمد عزيز الحبابي الشخصاني ، وعبد الله العروي التاريخاني، والطيب تيزيني الماركسي …إلخ ، وهناك تيارات ونزعات فلسفية مثالية عربية خاصة حاول أصحابها اجتراح مأثرة كبرى بابتكار فلسفة من نوع خاص، لكنها بالنتيجة وباختصار لم تحقق طموحها ولا وعودها فانطوت تلك المشاريع والفلسفات على التلفيق والتوفيق بين المتناقضات ،ومن ذلك الرحمانية لزكي الأرسوزي، والتعادلية لتوفيق الحكيم ، والجوانية لعثمان امين ، وفلسفة رينيه حبشي وشارل مالك وغيرهم ،وحتى تقوم فلسفة عربية خاصة لا بد من تحقيق الاستقلال التاريخي للذات العربية (فك التبعية )، ونهضة ثقافية معترف بها عالمياً ،وتطور انتاجي شامل، وانحياز السلطة السياسية للفلسفة أو تركها وشأنها بدون تدخل أوإقصاء ، ومناخ ديمقراطي حر، وقاعدة معرفية عقلانية تحرر موضوعات الفلسفة من هيمنة الفكر الديني والسياسة ،وهذا النقص (عدم وجود فلسفة عربية )لا يقلل من أهمية ما انجزه الفكر العربي الحديث والمعاصر من أعمال فلسفية ومشاريع فكرية تركيبية ،من شبلي الشميل واسماعيل مظهر في عصر النهضة العربية ، إلى العروي والجابري وحسن حنفي في الفكر المعاصر 

السؤال الثالث 

عن التنوير هل عشنا التنوير أم بقي الموضوع أسير الدراسة والتنظير ؟

أولاً هناك خلط كبير بين مفهومي النهضة والتنوير قياساً على الفكر الأوروبي ،فهناك أولاً النهضة (العصور الحديثة)التي بدأت في ايطاليا في القرن الخامس عشر والسادس عشر، بعد عصر الإقطاع، ومنه انتشرت في اوروبا ،وثيمتها الأساسية الإنسانوية ؛أي جعل الإنسان والدنيوي مركز الإهتمام بدلاً عن الدين والإله ولأخروية ،واستبدال أرسطو بافلاطون ،واحياء أو بعث الآداب القديمة اليونانية والرومانية ،أما التنوير فهو تراث القرن القرن الثامن عشر في المانيا وفرنسا تحديدا، وثيمته الأساسية العقل والنقد أي جعل العقل سلطة مركزية ومرجعية لا تعلوها مرجعية ولا سلطة ولخصه الفيلسوف العظيم كانط بعبارته :كن شجاعاً واستعمل عقلك ،وعليه، فالتنوير والنهضة في اوروبا حقائق تاريخية واقعية ،أما عربياً فلم نحقق لا التنوير ولا النهضة ، وكل ما هنالك مشروع نهضة قيد الأنشاء، فشل من حيث المبدأ في تحقيق وعوده بسبب تناقضاته الذاتية ،وكان قابلاً للتصفية من حيث المبدأ ،وهذا ما ناقشته في أحد كتبي (النهضة المهدورة ) 

السؤال الرابع لماذا تثير الفلسفة الفزع والريبة عند البعض خاصة السياسي والمبدع 

اتفق معك في ارتياب السياسى والسلفي في الفلسفة، أما المبدع فهذا شيء آخر .

ينفر بعض الكتاب من الفلسفة بحثاً عن السهل والمباشر والخفيف ،بعيداً عن التأمل في الوجود والمصير ومعنى المعنى ،فشاعر غنائي يفتقر للثقافة العميقة ،لا يحتاج لفلسفة لكتابة قصيدة غزلية خفيفة مستهلكة إلى حد التفاهة ،او وطنية مباشرة لا تقول شيئاً سوى نبرتها الخطابية . وتنطوي كلمة فلسفة على سر الكلمات الثلاث التي تفسر عداء الاستبداد والتعصب ضدها من السياسي والسلفي ،وهي الحكمة والعقل والنقد ، وما تحمله من قيم ، وتستدعيه من فضائل وتفكير إبداعي شامل خارج الصندوق وهذا نقيض مشروع الأستبداد والتعصب، وهما وجهان لعملة واحدة ، فكيف تتصالح الفلسفة مع الخرافة والماضوية وتزييف الواقع والكبت ،الفلسفة خطاب معرفي واخلاقي معياري لتحطيم الأوهام والاصنام ،بحثاً عن الحقيقة، ولا يرضى بالمعطى القائم ،ويطرح البديل .الفلسفة لا تؤمن بثوابت فوق العقل أو خارج النقد ،وأزيدك من الشعر بيتاً لم تعد الفلسفة اليوم أسيرة الأسوار الأكاديمية في الجامعات فهناك فلسفة تطبيقية و(عيادات فلسفية ) رائدها الفيلسوف غيرد إخنباش تعلم الناس فن العيش وخبرة الحياة ،وهناك برامج شعبية لتعليم الفلسفة للكبار والصغار ،تنتعش الفلسفة في زمن الأزدهار والأمل ،وتنحط قيمتها في زمن الأنكسار حيث يلجأ الناس للخرافة لتعزية النفس بحثاً عن حاضنة صوفية في المشاعر والأحاسيس بدلاً عن العقل، فكما يقول ديكارت يقاس تمدن الجماعة بمقدار ما لديها من فلسفة .

السؤال الخامس ماذا عن جمعية النقاد الأردنيين التي أنت رئيسها 

تشرفت برئاسة الجمعية في الدورة الحالية، ورغم صعوبات العمل وقيود الكورونا إلا اننا قدمنا الكثير أنا والزملاء في الهيئة الإدارية وبمساعدة الزملاء النقاد في الهيئة العامة، فقد عقدنا عشر ندوات خاصة بمئوية الدولة الأردنية ،وسلطنا الضوء فيها على المنجز الثقافي الأردني، وسنصدر الأبحاث في كتاب ،وعندنا المؤتمر النقدي أواخر شهر تموز يوليو – التي تأجل عن موعده – سبب الكورونا بمشاركة عربية ومحلية واسعة وعقدنا شراكات مع الكثير من المؤسسات الثقافية وشاركنا في العديد من الفعاليات داخليا وخارجيا ومجموع فعالياتنا من شهر آب أغسطس 2020حتى الآن أكثر من ثلاثين فاعلية ، وهمنا في المرحلة الراهنة البحث عن مقر يليق بالجمعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!