Daftar Slot88
Slot777 Server Thailand
أخبار دولية

لحرب الروسية الأوكرانية قد وصلت لمرحلة من التعثر والتخبط

لحرب الروسية الأوكرانية قد وصلت لمرحلة من التعثر والتخبط

بقلم / يوحنا عزمي

يبدو ان روسيا قد فقدت الإحساس بالقيادة المسئولة

عن إدارتها للهدف والاتجاه وهذا هو اشد ما يثير الحيرة والاستغراب حاليا .. ويطرح التساؤل حول الاهداف الحالية لهذه الحرب وليست الأهداف التي بدات منها : الأهداف التي تحارب روسيا الآن من اجلها ونتحمل في سبيلها كل هذه الاعباء والتكاليف الباهظة بكل المعايير ..

ومن دلائل هذا التحول الجديد كنتيجة لما يحدث علي الأرض من تطورات سلبية في مجملها ، أن تحييد أوكرانيا

لم يعد هدفا إستراتيجياً ذا اولوية قصوي ولا الهدف المحوري الدافع إلى هذه الحرب علي نحو ما جري التأكيد عليه بشكل خاص مع إنطلاق هذه العملية العسكرية علي حد وصفهم لها. وهي العملية التي حشدوا لها كل ما امكنهم حشده من أسلحة وتجهيزات ومعدات وقوات ، ومن تغطية إعلامية ودعائية مكثفة وكأنهم ذاهبون لمحاربة اوروبا كلها وليس أوكرانيا وحدها.

ولا عاد نزع سلاح أوكرانيا هدفا إستراتيجياً مهما آخر

لهذه الحرب الروسية بعد ان دخل حلف الناتو إلى أوكرانيا بامدادات ضخمة وغير مسبوقة من الأسلحة المتطورة من كل النوعيات ، وبالدعم اللوجيستي الضخم لقواتها المقاتلة وهو ما يجعل من نزع سلاحها في عداد المستحيلات عملياً بعد ان تحولت أوكرانيا إلى ثكنة عسكرية مدججة بالسلاح وتعج بالمقاتلين والمتطوعين المسلحين القادمين إليها من كل إتجاه ليحاربوا معها .. ثم أين حدث نزع السلاح في اي ساحة صراع إقليمي او دولي اخري حتي يحدث في أوكرانيا.

ولا عاد الهدف الإستراتيجي الثالث لحرب روسيا في اوكرانيا وهو إبعاد أوكرانيا عن الناتو بتعهدات رسمية ملزمة من قبل الدول الأعضاء في الناتو ، مطروحاً في التصريحات التي تصدر عن كبار القادة المسئولين في الكرملين.

وبتراجع الحديث عن هذه الأهداف الإستراتيجية الثلاثة

من الخطاب الرسمي الروسي في الفترة الاخيرة ، اصبحنا لا نعرف ما إذا كانت أهداف هذه الحرب قد تواضعت وتقلصت وباتت محصورة في الحفاظ علي وجود روسيا العسكري في لوجانسيك ودونيتسك وماريوبول والدونباس ، وليبقي كل شئ بعد ذلك رهناً بتطور الظروف وسير العمليات بما فيها إحتمال اخراجها بفعل اشتداد حدة المقاومة الاَوكرانية المسلحة من المناطق التي ترابط فيها قواتها الآن ؟ أليس هذا وارداً كأحتمال مع إعادة التقييم وتغير الاهداف.

وهل توازي هذه النتائج المحدودة نسبياً كل ما ترتب علي غزو روسيا لأوكرانيا من تداعيات عالمية كارثية لم تترك مكانا واحداً في العالم إلا واثرت فيه ، ومن عزلة وحصار ومقاطعة شاملة وصارمة لروسيا ، ومن دعايات عدائية ضدها ومن حملات تشهير وإدانة واستنكار وشجب شاركت فيها كل وسائل الإعلام الدولي وبكثافة هائلة لم يشهد العالم مثيلاً لها من قبل لغزوها دولة مستقلة ذات سيادة في إنتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية.

وهل ما تحقق بعد ما يقرب من شهرين من الحرب يعد

إنجازاً سياسيا واستراتيجياً دولياً مهما يحسب لمن كانوا وراء قرار الحرب علي أوكرانيا ، في توقيت صعب بالنسبة لعالم غارق في أزماته ومشكلاته من إرهاب وعنف وتطرف وفوضي وفقر ومجاعات وهجرات ومشكلات لاجئين ونازحين عابرين لحدود الدول وحروب أهلية وصراعات إقليمية وعرقية وازمات طاقة وغذاء ومياه وتغيرات مناخ وتدهور بيئي وتلوث واوبئة قاتلة وفيروسات أشبه بحروب بيولوجية مجهولة المصدر ونقص لقاحات بسبب قلة الموارد والامكانات وبطالة وانكماش وكساد وتضخم واضطراب حركة أسواق المال والأعمال في مناطق واسعة من العالم واختلال سلاسل توريد الغذاء والمواد الخام من مراكز انتاجها إلى مراكز استهلاكها عبر القارات والمحيطات.

وما إلى غير ذلك من توترات وازمات سياسية واقتصادية حادة ومستحكمة هنا وهناك ومن فجوات معلوماتية وتهديدات سيبرانية حقيقية ومن جريمة منظمة وإتجار بالبشر ومن فساد دولي واسع وغسيل أموال عبر شبكات اخطبوطية سرية عصية علي الرصد والملاحقة الدولية لها.

هل كان العالم فد فرغ من حل هذا الكم الهائل من أزماته التي تسحقه وتدمره حتي يأتي الرئيس الروسي بوتين ليصرف العالم عن همومه الحياتية الحقيقية وليشغله بكييف وتشيرنيهيف وخاركيف ، وبدونيتسك ولَجانسيك وماريوبول وبهجومه الكاسح المرتقب علي دونباس.

ماذا جري له ومن هم علي شاكلته من القادة والرؤساء

إذا كانت هذه هي اولوياتهم علي جداول اعمالهم ؟

وهل ما زالوا يعيشون معنا في عالمنا المتخم بالمشكلات والأزمات والصراع علي الحياة في مواجهة كل تلك الأخطار والتهديدات والتحديات التي اسلفنا الإشارة إليها كامثلة ونماذج ، ام انهم يعيشون مع انفسهم في عالم آخر لا نعرفه عالم يبحثون لانفسهم من خلاله عن مكان لهم في التاريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!