الأمة السورية

الأديب الباحث: غسان صالح عبدالله

الأمة السورية هي ذات وحدة جغرافية تميزها عن سواها . تمتد من جبال طوروس في الشمال الغربي وجبال البختياري في الشمال الشرقي إلى قناة السويس . والبحر الأحمر في الجنوب شاملة جزيرة سيناء وخليج العقبة ومن البحر السوري في الغرب المتوسط شاملة جزيرة قبرص . إلى قوس الصحراء العربية وخليج العجم في الشرق يعبر عنها بلفظ عام الهلال السوري الخصيب. ونجمته جزيرة قبرص.

إن سر بقاء سورية وحدة خاصة وامة ممتازة مع كل ما مر عليها من غزوات من الجنوب والشمال . والشرق والغرب هو في هذه الوحدة الجغرافية البديعة  وهذه البيئة الطبيعية . المتنوعة الممكنات من سهول وجبال واودية . وبحر وساحل وقد جعل ذلك من سورية وحدة سياسية حين كانت هذه البلاد مقسمة إلى كنعانيين وآراميين وآشوريين وكلدانيين وقد ظهرت هذه الوحدة السياسية في عقد التحالفات . اثناء الحملات عليها. كما ظهرت مكتملة . نهائيا فيما بعد في تكوين الدولة السورية في العهد السلوقي التي صارت امبراطورية قوية . بسطت سلطتها على آسيا الصغرى وامتدت فتوحاتها إلى الهند.

في العهد البيزنطي والفارسي بسطت الدولة البيزنطية سيادتها على سورية الغربية كلها . واقتصر اسم سورية على هذا القسم وبسطت الدولة الفارسية سيادتها على سورنية الشرقية . مابين النهرين او اراضي آشور وبابل القديمة واطلق عليها . إسم إراه الذي عربها العرب فصار العراق.

وبعد الحرب العالمية ١٩١٤ إلى ١٩١٨ بسطت السيادة الأجنبية بريطانيا وفرنسا على سورية الطبيعية . وجزءتها حسب المصالح والأغراض السياسية وحصلت التسميات فلسطين . شرق الاردت لبنان. سورية .الشام كيليكية العراق فتقلص اسم سورية إلى منطقة الشام بحدودها الحالية.

وقد اخرجت قبرص من حدود سورية  وإن اقتسام البيزنطيين والفرس سورية فيما بينهم . وإقامة الحواجز بين سورية الشرقية وسورية الغربية عرقل كثيرا ولمدة طويلة النمو القومي ودورة الحياة الإجتماعية والاقتصادية ونتج عن ذلك إبهام في حقيقة حدود سورية.

وزاد الطين بلة هجوم الصحراء ودخولها في تجويف الهلال السوري . الخصيب بسبب تناقص السكان والحروب وقطع الاشجار والغابات.

اما جزيرة قبرص فقد احتلها الفينيقيون منذ قديم الزمان  . وصارت مركزهم الهام. وفيها استشهد الفيلسوف السوري الفينيقي ” زينون” صاحب المدرسة الرواقية.