هو في النظرة الجديدة إلى الحياة وحصول ثورة روحية ، مادية؛ إجتماعية ؛ سياسية تغير حياة شعب بأسره
واوضاع حياته وتفتح أفاقا جديدة للفكر وطرائق التفكير والشعور ؛ حيث لا فكر لا شعور جديدين في الحياة
يمكن أن تقوم نهضة أدبية أو فنية.
فالأدب كله من نثر ونظم من حيث هو صناعة يقصد منها إبراز الفكر والشعور بأكثر مايكون من الدقة وأسمى مايكون
من الجمال
فإنشاء مجتمع صحيح ينطوي على تاسيس عقلية اخلاقية جديدة ووضع اساسي مناقبي جديد يكون الأدب فيه منارة للجماعة وليس مرآة لها..وهذا الأدب أدب النوابغ والعباقرة الذين إذا فات بعضهم أن يكونوا مؤسسين للفلسفة والنظرة
إلى الحياة الجديدتين فلا يفوتهم إدراك المثال الأعلى الذي تشتملان عليه والنفسية الجديدة التي تقتضيانها
فيحملون النظرة الجديدة إلى الحياة والكون والفن ويقيمون بها ادبا جميلا خالدا لأنه يحمل عوامل حياة جديدة
بنظرتها وفلسفتها ورغباتها..
إن الأدب الصحيح يجب ان يكون الواسطة المثلى لنقل الفكر والشعور الجديدين الصادرين
عن النظرة الجديدة إلى إحساس المجموع وإدراكه إلى سمع العالم وبصره فيصير ادبا قوميا وعالميا لأنه يرفع الأمة
إلى مستوى النظرة الجديدة ويضيء طريقها إليه ؛ ويحمل في الوقت عينه ثروة نفسية اصلية في الفكر والشعور
وألوانهما إلى العالم..
إن الأدب الذي له قيمة في حياة الأمة وفي العالم هو الأدب الذي يعني بقضايا الفكر والشعور وشخصية الأمة
ومقومات حياتها ووجودها لتسمو بقيم الحق والخير والجمال
فكيف للأديب أن يستطيع أن يصور الحياة وهو يجهلها ولا يعرف من اسرارها ودقائقها ولا من ظواهرها وقوانينها شيئا..؟؟