تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء ألا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم..الإسراء ٤٤”
وقال أمير المؤمنين(ع) الطريق إلى الحق على عدد أنفس الخلائق.. وقال شاعر الصوفية:
الأمير مكزون السنجاري:سمني وادعني في كل منزلة
بمسلم ويهودي ونصراني
دعوة إلى وحدة الإيمان
في الإنسان كل إنسان وفي كل بقاع الأرض وماتحتها وما فوقها وفي كل الإتجاهات..
الإيمان مركب على الوجدان مبني على الإيمان والتصديق بما جاءت به الرسل والأنبياء
معلل بتأثيرات إيحاء العلماء الإلهيين المبني على أسس جاءت به الأنبياء وعلماء الطبيعة
فالنتائج كلها تشير بوضوح إلى خالق هذا الكون ؛ ووجدانك الفطري يرشدك
إلى كمال الصفات وإلى خالق واحد لكل المخلوقات.
ووحدة الإيمان بين كل الناس واقعة بغعل الوجدان الفطري كما ورد في النص القرآني
” فطرة الله”
أي فطرة الخير التي أقيمت به لتقيم التوازن بين ماديته وروحانيته كفرد مستخلف من الله على الأرض
أي مؤتمن عليها ؛ ومن عصى الله ويتصرف بما أؤتمن عليه بغير ما أمر الله فلقد خان الأمانة.
قال أمير البلاغة(ع)..الإيمان معرفة بالقلب؛ وإقرار باللسان؛ وعمل بالأركان..
عناصر ثلاثة تشكل الإيمان :
المعرفة القلبية منبعها الوجدان بالفطرة؛ والإقرار إلتزام القائل بقوله
وإظهار فضل الله عليه بالدعوة إليه في خلقه متوجة بالعمل من ضمن منهاج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وما اقبح من يقول خلاف مايعمل ..
نخلص إلى القول: الإيمان بشقيه القلبي وهو الإيمان بالله نابع من الوجدان منطلق منه .
وإن تأثر في بعض النفوس بالبحث عن الله بالأدلة العقلية فيقوده بحثه إلى عماء يطغى على الفطرة وقد يتنازع معها
في داخل الإنسان فيكبت وجدانه الفطري بمفاعلات عقله فينكر ما تقره الفطرة.
والثاني الإيمان العملي:
قوامه مجاهدة النفس بترك الموبقات التي تشكل خطرا على الإنسان وعلى المجتمع وأهمها” الكذب..الحسد..البغضاء..القتل..سلب حقوق الناس..الظلم.. الخ.. والتي تاباها الفطرة إن وقعت على صاحبها.
والعمل بأركان الإيمان وأركان الإيمان واحدة بين البشر ولا تفاضل بين الناس في الجنس واللون إلا بالتقوى.
والتقوى قوامها العمل بأركان الإيمان..
قال أمير المؤمنين(ع) والله لو ثنيت لي الوسادة
لحكت بين أهل القرآن بقرآنهم..وأهل الإنجيل بإنجيلهم..
أهل التوراة بتوراتهم ..
وأهل الزبور بزبورهم
وبذلك نرى أن يقضي عدل الله وحكمته أن لا يقضى بين الناس إلت من كتاب انزله عليهم.
فالعدل الإلهي يقتضي أن يحاسبه وفق كتابه ..
إن العقل السليم يرفض الإختلاف في دعوة الدعاة ومهما تعددت وتنوعت واختلفت من حيث الزمان والمكان لأنهم الدعاة
إلى الله ؛ وسيحاسب الله أمته يوم النشور على سنة ماجاءت به دعاتهم ؛ وبالدليل القرآني..إن الله سيحاسب كل أمة بكتابها أي بما جاء به دعاتها؛
وبالتالي فالإيمان واحد من حيث المصدر والنص المبلغ بين الأمم..
فالمشكلة في التغيير والتبديل في الأتباع لا في المتبوع؟؟
المتبوع من حيث حقيقته واحد وإن تعددت مظاهره؛ والأتباع تتحكم بهم الأهواء والدنيا.. وما أرسل الله رسولا
إلا بلسان قومه قال تعالى” وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم .. سورة إبراهيم ٤
وجاء في سورة المائدة “
لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة”
فوحدة الإيمان متحققة بوحدة المصدر الإلهي وبوحدة الأنبياء والرسل والدعاة إلى الله من الناس.
يقودنا اليقين إلى التصديق برسله وبما جاءت به الرسل والأنبياء منارة الهدى المبلغة عن الله سبحانه
والتصديق برسله يقودنا إلى الإقرار بحكمته وبما جاءت به الرسل والأنبياء ..