في هذا الحديثِ بيانٌ لرَحمةِ اللهِ تعالى بعِبادِه مِن أُمَّة الإسلامِ، حيث يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: “لَن يَجمعَ اللهُ عَلى هذِه الأمَّةَ سَيْفينِ”، أي: لا يَجتمِعُ على أمةِ الإسلامِ قِتالانِ أو ألَّا تُشارِكَ في حَربينِ، “سيفًا مِنها”، أي: قتالُ المسلمينَ بَعضَهم وأنْ يُذيقَ بَعضَهم بأسَ بعضٍ، “وسَيفًا مِن عَدوِّها”، أي: وقِتالًا بين المسلمينَ والكفَّارِ، والمرادُ بقِتالِ الكفَّارِ وسَيفِهِم المنفيِّ هوَ أن يَستبِيحوا المسلمينَ ويَستأصِلُوهم، وهذا مَعناه: أن الإسلامَ باقٍ إلى أن يأذَنَ الله تعالى، والمرادُ: أنَّ اللهَ لا يَجمعُ الفَرِيقينِ من المسلمينَ والكفارِ بأنْ يَجتمِعا على قِتالِ طائفةٍ من المسلمينَ. وقيلَ: المرادُ لا يَجتمِعانِ حتى يُستأصَلَ الدينُ بالكُليَّةِ، أو المرادُ: إذا جعَلَ المسلمونَ بأسَهم بَينَهم سلَّطَ اللهُ علَيهِم العدوَّ فيَشغَلُهم به عن أنفُسِهم ويكفُّ عَنهم بأسَ بعضٍ.
*صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.*