والوجه الإيجابي هو اجتماع كل الهويات بهوية واحدة” الوطن” والدفاع عنه من قبل الجميع..
كما يحصل في المقاومات ضد عدو يحتل الأرض..
لأن المقاومة هوية بقدر ما فيها من التزام بقدر مافيها من قناعة ، بقدر مافيها من ثقافة، بقدر مافيها من تضحية
وهي خيار الأقوياء في نفوسهم ، وهي ترجمة للواقع الداخلي الذي يضطرم في النفس نتيجة تفاعل العزة والإباء
مع تنافر الواقع الخارجي.
لذلك فالمقاومة ابنة الكرامة وهي نتاج طبيعي عقلي سليم ومولود صحيح البنية في رحم الكرامة والعزة
وكذلك هي نتاج عقلي سليم لمن تتزاوج الكرامة فيه مع العقل والإرادة في رحم إنسانيته ضمن بوتقة الاحتلال.
فالاحتلال الأجنبي للوطن شرط لازم لقيام المقاومة
وبالتالي هي ليست ثورة بالمفهوم العام للثورة وهي تشترك مع الثورة في هدفها من حيث رفع الظلم العام ،
لأن المحتل ظالم للوطن كل الوطن والشعب كل الشعب، وفي الثورة الظلم شرط لازم لها فالثورة تقوم في النفس من جراء الضغط النفسي والاجتماعي والاقتصادي
وغيرها من انواع القهر الإجتماعي من حاكم يحمل نفس الهوية الجامعة ” الوطن”
وبالتالي الثورة تقوم ضد الطغيان وليست فرضا لازما على كل فرد في المجتمع.
أما المقاومة فهي فرض لازم على كل من بداخله ذرة من الكرامة ويمتلك إرادة استعمال حقه في تحرير أرضه من عدو غاصب لها
خاصة إذا كان احتلالا وهدر الكرامة والحقوق لأصحاب الأرض وممارسة الظلم
واي احتلال للأرض وجب طرده بقوة المقاومة والجيش معا.
والمقاوم بالطبع يزيل الهوية المذهبية بعملية يمكن أن نسميها جراحية فاستأصل ” الأنا” المذهبية لتبقى
أنا المواطن الوطني” انا الإنسان”ممتدة إلى أنا الآخر في كل كل الوطن المحتل أو الجزء المحتل من الوطن.
والمقاومة ينضم لها كل الطوائف وكل الاحزاب ، وهذه صفة المقاومة صاحبة “الهوية الوطنية”.
والمقاومة واجب وطني أخلاقي إنساني قيمي
وإن الهوية الجامعة هي محل الإعتبار في عمل المقاوم ولو قامت المقاومة على أرض الهوية الفرعية ( أي جزء من الأرض) تسكنه طائفة معينة.
إن الهوية الجامعة للمقاومة ذات أهمية عليا في حالة إجراء بحث مقارن مع الأعمال والنتائج المتوخاة من أعمال المقاومة في كل مقاومات العالم القديم منها والحديث .
