وفي هذا الحَديثِ يَقولُ مِحجَنُ بنُ الأدرَعِ رَضِي اللهُ عَنه: “دَخَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المسجِدَ، فإذا هو برَجُلٍ قد قضى صلاتَه وهو يتَشهَّدُ”، أي: انْتَهى منها وبَقِي التَّشهُّدُ، وهو يَدْعو فيه ويقولُ مُظْهِرًا للذِّلَّةِ والافْتِقارِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ: “اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ يا أللهُ الأحدُ”، أي: الواحدُ الذي ليس له شريكٌ، “الصَّمدُ”، أيِ: السَّيِّدُ المقصودُ في الحَوائجِ، “الَّذي لم يَلِدْ”، أي: لم يَكُنْ له وَلَدٌ، “ولم يُولَدْ”، أي: لم يَكُنْ لَهُ أبٌ أو أمٌّ، “ولم يَكُنْ له كُفُوًا أحدٌ”، أي: نَظيرٌ مُشابِهٌ له، “أنْ تَغْفِرَ لي ذُنوبي”، أي: تَمْحُوَها وتَسْتُرَها؛ “إنَّكَ أنت الغَفورُ الرَّحيمُ”، أي: أنت اللهُ الَّذي بيَدِكِ المغفرةُ والرَّحمةُ لا بيدِ غيرِكَ، فلمَّا سَمِعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، “قال: قد غُفِرَ له”، أي: للرَّجُلِ الَّذي دعا بهذا الدُّعاءِ، قالها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثًا؛ تأكيدًا وإسماعًا لِمَنْ حولَه.
*صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.*