ادب وشعر
أنتظار
سعيد إبراهيم زعلوك
مذ رحل حبيبها
لم تعد تغني ، مثلما كانت تغني
صوته الجميل لم يعد يسمعه أحد
قد نسيت .. بل تناست الغناء
لم تعد تمشي علي ضفة النهر
بصحبة وردة في يدها
لم تعد تضحك للعصافير فوق الأغصان
لم تعد بمرح تقطف الياسمين
أو تلهو في البساتين الخضراء
عيناها شاحبة…
قد رحل عن روحها الأمنلم تعد تحس بالأمان
لم تعد تكف عن البكاءلم تعد باسمة كما كانت
لم تعد الروح المرحة فيها
تشبه عجوزاً في الستين
قلبها يضج بالحنين ، والأنين
قد غاب عنها كل صفاء
مذ رحل عن قلبها …
قمر حبها
وتحيا الصمت
لا ترجو سوى الموت
أو أن يطل قمرها من جديد
لتعود مرحة
وقلبها ، يعود سعيد
وينير ما غاب من عتمتها
فهو لها الأرض ، والمساء
وهو بعمرها .. أجمل الأشياء
مذ رحل حبيبها…
وقلبها معلق بمكان غير هذا المكان
وزمن ، غير هذا الزمان
وشحوب … وندوب .. وعذاب
مذ رحل حبيبها
وهى تحيا في أغتراب
وتعب … وشقاء
كل صباح …
تمشي للميناء
ترنو لأشرعة السفن
عساها تلمح طيفه قد جاء
وفي المساء
تعود مقتولة من البكاء
قد خاب سعيها ..
وقلب قلبها ما جا يا ليل .لما كل هذا الويل
لما كل هذا التعب لما كل هذا الشقاء
وكل هذا العناء