مقالات
العقل جاء في كتاب التعريفات
ماذا يقول أهل العرفان بالعقل وماذا قال العلمانيون العباقرة:
جاء في كتاب التعريفات للجرجاني عن العقل:
العقل :
جوهر مجرد عن المادة في ذاته مقارن لها في فعله ، وهي النفس الناطقة التي يشير إليها كل واحد بقوله :
أنا.
وقيل العقل جوهر روحاني خلقه الله تعالى متعلقا بين الإنسان وقيل العقل نور القلب
يعرف الحق والباطل.وقيل العقل جوهر مجرد عن المادة يتعلق بالبدن تعلق التدبير والتصرف.
وقيل العقل قوة للنفس الناطقة وهو صريح بأن القوة العاقلة أمر معاير للنفس الناطقة
وأن الفاعل في التحقيق هو النفس،والعقل آلة لها بمنزلة السكين بالنسبة إلى القاطع.
وقيل:
العقل والنفس ذهن واحد ، إلا أنها سميت عقلا لكونها مدركة
وسميت نفسا لكونها متصرفة وسميت ذهنا لكونها مستعدة للإدراك.
وقال عليه الصلاة والسلام :
إن أول ما خلق الله تعالى ” العقل” فهو أقرب الحقائق الخلقية الى الحقائق الإلهية والعقل الكلي هو الفسطاط المستقيم
وهو ميزان العدل ، والعقل الأول هو الإمام المبين واللوح هو الكتاب المبين ..
والعقل الأول من الأسرار الألهية ما لا يسعه اللوح
كما ان اللوح من العلم الألهي ما لايكون العقل الأول محلا له والعلم الالهي هو أم الكتاب …
وجاء في أقوال العلمانيين..
نحن قوة فاعلة في هذا الكون واذا كان الله قد خلقنا وأعطانا مواهب فكرية أعطانا عقلا نعي به ونفكر ونقصد ونعمل فهو
لم يعطنا هذا عبثا ولم يوجد العقل الانساني عبثا ..لم يوجد ليتقيد وينشل بل وجد ليعرف ، ليدرك ، ليتبصر ، ليميز، ليعين الاهداف ، وليفعل في الوجود ٠
وفي نظرتنا لا شيء مطلقا يمكن أن يعطل هذه القوة الأساسية وهذه الموهبة الأساسية للإنسان
فالعقل في الإنسان هو الشرع الأعلى ، والشرع الأساسي وهو موهبة الإنسان العليا وهو التميز في الحياة .
ولا يمكن أن يعطل الله قوة العقل بشرع أزلي جامد لذلك كان العقل في الإنسان ،وكان المجتمع الانساني حرآ بإرادة الله ،
حرآ بإرادة المصدر الذي نشأ عنه لكي يسير نحو ماهو الأفضل ليقرر بذاته ماهو الأفضل في حياته
ليسير بقوة تميزه وادراكه نحو ماهو الأفضل ليقرر من ذاته وبذاته ماهو المصير الأقضل بحياته ٠
وإذا ما نظرنا إلى العقل في مقولة أهل العرفان والعقل من قبل هؤلاء العباقرة من العلمانيين
لوجدنا تواءما وتقاربا تاما ..
ويبقى العقل رأس للأشياء، وأجل ما خلق الله.
الأديب الباحث غسان صالح عبدالله