إننا سنخوض معارك صعبة في ظل مناخ ثقافي وسياسي رافض لكل ما هو إصلاحي ومفيد لشعبنا
ويجب أن نعمل على تأسيس ثقافة قومية لبعث الامة من جديد والمطلوب نفض الغبار عن العقول
لخلق حالات من الإبداع لأن أبناءنا هم غايتنا لنعود بهم إلى السكة الصحيحة بانتمائهم الوطني
وسنبحث عن المشتركات العامة والجوهرية والحية بين مكونات المجتمع في حقول الثقافة والفلسفة والفنون والقانون والسياسة والاقتصاد والتربية والاجتماع وفي مجالات العدالة والحريات وحقوق الأفراد.
ويجب علينا نحن العاملين بالثقافة أن نزيل كافة الحواجز والعقبات بين مكونات الدولة خاصة الطائفية منها لانها الأصعب. والاهتمام بالإنسان كقيمة سامية
كشرط لازم لتكامله وسموه وتخليصه من الهموم والمشاكل والعصبية التي تعصف بتفكيره وحياته
وتقوية الروح الوطنية لديه ليكون مستعدا لبذل الغالي والنفيس من أجل وطنه وتخليص الأمة من الانحطاط الذي افقدها الكثير من قيمتها وأهميتها التاريخية والثقافية والحضارية
و نعطي المدرسة والاسرة في كل مجتمعاتنا أهمية بالغة في بناء الجيل لأن هاتين المؤسستين هما الاقرب لعقول الصغار ولهما تاثير كبير في بناء عقولهم ولما لهما من دور فريد في عملية التنشئة الفكرية والثقافية .
ولا بد من إعطاء الأمومة والمرأة دورا في هذه المهمة لما لها من دور مهم في حياة الأمم.
فالمسؤولية في بناء نهضة ثقافية هو مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع
إن كنا نريد حقا إعادة القدرة لنا ولأجيالنا في صياغة الحياة.
وعلينا جميعا أن نقوم بثورة روحية مادية اجتماعية سياسية ثقافية تغير حياة شعب بأسره واوضاع حياته
وتفتح آفاقا جديدة للفكر وطرائقه وللشعور ومناحيه
فحيث لا فكر ولا شعور جديدين في الحياة لا يمكن أن تقوم نهضة ثقافية أدبية او فنية.
قال جبران خليل جبران{ الزهرة لا تعود إلى الحياة إلا بالموت، والمحبة لا تصير عظيمة إلا بعد فراق.
فلا يتوهم الواهمون أن الامة قضت إلى الابد.
إنني واثق بأنه ستعود حيوية الامة وقوتها وإنقاذ نفسيتنا وإرادتنا من تأثيرات تعيق مصالحنا وتقدمنا.
ونطلق العنان لمفكرينا وأدبائنا الذين تحرروا من قيود الاستعمار في فكره وتاريخه وتزويره عبر منظومة أخلاقية عالية الشعور بالمسؤولية تجاه الأمة والوطن
هذه الأخلاق تعمل تحت مقياس الجماعة ومصلحة الأمة تتجلى بالوضوح والجلاء واليقين .