نساء بلامأوي (بعنوان) الوحدة والصمت
بقلمي صبرين الحاوي
حين رأيتها تبتسم عزيزي القارئ وتقول لاتعطي الحياة للانسان كل شئ
سألتها ماخطبك .قالت رأيت احد الجارات تبكي وتتالم من الوحدة وتقول لن انجب الذكور فانجبت البنات فقط .
وتزوجن وظليت وحدي لانني ارملة منذ توفي زوجي والان ان مرضت لن اجد احد بجواري .وان اتت ابنتي اليا سيظلون قليل من الوقت لان لديهم ازواجهم واولادهم ومسؤلياتهم الاسرية.
ويتركوني وحيدة لن اجد من يعطني كوب ماء .فسألتها ومالغريب في ذالك فهذه سنة الحياة بالنسبة للكثير من البشر ومن يقول غير هذا يقولون له انت مخطئ.فقالت انا وحيدة أمي ولن تنجب سوا من الاناث.
ولدي شقيقين ذكور ويعملان خارج البلاد وزوجاتهم يظلون ببيوت اهلهم حتي يعود اذواجهم بايجازة اخر كل عام اوعامين. وانا اعيش مع والدتي والاسبوع الماضي قد مرضت أمي وانا ظليت تحت قدميها وزوجات اخواتي اتو الينا زائرين مثل الاصدقاء او بعض المعارف فلن يظل بجوار امي سواي.
بلغت من العمر الثانية والثلاثون وانا لم اتزوج وارفض الزواج من اجل ان لاتخلي عن أمي فهي بحاجتي وبعض البشر ينظرون لي نظرة اخري ويتسألون فاجبتي لن اتخلي عن امي فمن نال رضي أمه رضي عنه الله.
سألتها لاتريدي الاستقرار والاسرة والاولاد قالت نعم كل فتاة تريد ذالك .ولكن لاتريد تصبح أم وحيدة ومن انجبتهم وضحت من اجلهم بحياتها تخلو عنها وتركوها للوحدة والمرض والحزن يرافقاها حتي تفقد الشعور بالحياة ولاتملك سوى دموعها.
الزوج والاسرة والمنزل هم المأوى لكل فتاة اما الامهات التي تخلين عنهم ابنائهم وتركوهم للوحدة يبحثون عن المأوي الانساني الاخلاقي ذات الضميرالحي الذي يجعلهن يشعورون بالدفء الاسري في اخر حياتهم ولن يشعرهم بانهم.
اصبحو لاقيمة لهم ولافائدة من حياتهم وترك الابناء للامهات او الاباء المسنين في اخرحياتهم للوحدة والمرض وحياة الصمت كأنهم يقولون لهم اذهبو الي الموت بارادتكم قبل ان يأتيكم.
فهنا عزيزي القارئ
فضلت الفتاة عدم الزواج وظلت بجوار والدتها .لتكون سند وعون لها في وحدتها ومرضها
وقلت لن اتزوج كي لايحدث معي مايحدث لبعض الامهات فوجودي بجوار أمي بالدنيا والاخرة.
رضاء أمي من رضي الله عليا.
من نساء بلا مأوى