د. غسان صالح عبدالله
يقول كامبل نبرمان رئيس وزراء بريطانيا عام ١٩٠٧ في رده
لما يقض مضاجع بريطانيا الاستعمارية:
{إن الخطر المهدد يكمن في البحر المتوسط ، صلة الوصل بين الشرق والغرب
وفي حوضه مهد الديانات والحضارات ، وفي شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص
فعلى طول ساحله الجنوبي من الرباط إلى غزة وعلى الساحل الشرقي من غزة حتى مرسين وأضنه
وعلى الجسر البحري الضيق الذي يصل آسيا بإفريقيا وتمر فيه قناة السويس شريان حياة اوربا
وعلى جانب البحر الأحمر وعلى طول الساحل الهندي وبحر العرب وحتى خليج البصرة حيث الطريق إلى الهند .
والإمبراطورية الاستعمارية في الشرق
في هذه البقعة الشاسعة الحساسة يعيش شعب واحد تتوفر له من وحدة تاريخية ودينية
ووحدة لسانه وأصالته كل مقومات المجتمع والترابط والاتحاد
وتتوفر في نزعاته التحررية وفي ثرواته الطبيعية ومن كثرة تناسله كل أسباب القوة والتحرر والنهوض}.
كيف يمكن أن يكون وضع هذه المنطقة إذا توحدت فعلا آمال شعبها واهدافه؟
إن الخطر على كيان الإمبراطورية الاستعمارية كامن في الدرجة الأولى في هذه المنطقة في تجمعها واتحادها حول عقيدة واحدة
وهدف واحد فعلى كل الدول المشتركة أن تعمل على استمرار وضع المنطقة المجزا المتأخر
وعلى إبقاء شعبها على ماهو عليه من تفكك وجهل وتأخر وتناحر وكوسيلة أساسية مستعجلة لدرء الخطر .
يجب فصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن جزئها الآسيوي
وذلك بإقامة حاجز قوي غريب على الجسر البري الذي يربط آسيا بإفريقيا ويربطهما معا بالبحر المتوسط.
بحيث يشكل في هذه المنطقة وعلى مقربة من قناة السويس قوة صديقة للإستعمار وعدوة لسكان المنطقة.
هذا ماعملت عليه الدول الاستعمارية التي ننحني أمامها ونشيد بها ونسهل لها مهمتها
في السيطرة وتفتيت المنطقة اكثر و أكثر.
التالي
6 أكتوبر، 2024
ذكرى الحرب والنصر
4 سبتمبر، 2024
صادق إسبر يطلق “مزايا” في الطبيعة
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!