الحضارة السورية:”رسالة إنسانية”

د.غسان صالح عبدالله

هي لا غروب لشمسها عشقت العلم والفكر والحرية وقدمت للبشرية الأدب السوري ” الميثيولوجيا السورية “. قدمت ملحمة جلجامش التي كرست قيم الصداقة والوفاء والإخلاص. وكانت مصدر إلهام الأدباء في العالم، وقدمت اسطورة أدونيس .وعشتار إلهة الخصب والعطاء والجمال التي شرحت التصور اليشري الأولي لدورة الفصول ممثلة أدونيس بالطبيعة التي تموت في فصل الخريف وتعيدها عشتار الخصب في فصل الربيع إلى الحياة والتجدد.هذه الحضارة السورية التي كما عشقت العلم والفكر والأدب عشقت اللحن والموسيقى.وقدمت للبشرية أول نوتة موسيقية عرفت باسم” نينوى””ونينوى إسم أحد الممالك السورية.

كذلك ورد بأن اول نوتة موسيقية ” أنشودة عباده اوغاريتيه للآلهة نيكال إلهة القمر. وعزفت القيثارة التي يعود تاريخها إلى ٢٥٠٠ق.م ومن أقدم الآلات الموسيقية ايضا” الكنارة”. وترجع في أصلها إلى الاسم البابلي كناروم وهي حسب المكتشفات الأثرية سومرية الأصل. وأقدم ظهور لها بحدود ٢٧٠٠ ق.م وكاتت وترية تتألف من ١١ وترا .واختير رأس الثور في مقدمة الكنارة كونه يرمز إلى الخصوبة. واستمر وجود الكنارة حتى العصور اللاحقة كالآكادية، والآشورية.

السلم الموسيقي
وعرف السوريون السلم الموسيقي المعروف آنذاك بالسلم الخماسي .المكون من خمسة انغام فقط. ثم تلاه في مرحلة متاخرة نسبيا السلم السباعي الذي مازال متداولا حتى الآن.

حضارة عشقت الحياة لها ووهبتها لغيرها عقل سوري فكّر فخلق. ابتكر فأبدع حضارة حملت للإنسانية جمعاء كل الحق وكل الخير وكل الجمال. فاستحقت أن تكون رسالة إنسانية لامست خيوط حضارتها وجوه أهل الكهوف والمغاور. فأخرحتهم إلى النور مؤذنة ببدء تاريخ الحضارة المتمدنة العريقة على سطح هذا الكوكب، فطوبى لنا نحن السوريين.

سورية الشرقية ” بلاد ما بين النهرين “وسورية الغربية” الشام” ابناء هذه الحضارة التي فاضت على العالم كله” فنا وجمالا وفلسفة وعلما”.