ادب وشعر
الحاضرُ مسخٌ من الماضي
بقلمي:محمد أبو الحسن
وطويتُ صفحةَ الماضي
العنيد
الذي عذَّبَني وأشقاني
ورُحتُ أبحثُ عن عهدٍ
جديد
ولعلِّي أُعوِّضُ بؤسي
وحِرماني
وكان ظني بهٍ الأكيد
أنهُ بالوردِ يلقاني
وأفرحُ بالفألِ السعيد
ويُذهِبُ عني أدراني
فكنتُ ذا فَهمٍ بليد
وحُسنُ الظنِ أغواني
وذهبَ بوخيالي إلى بعيد
فاستكثرتُ من الأماني
فما كان الحاضرُ إلامزيد
وكأنّ البؤسَ عنواني
وقيّدٌ من الماضي العنيد
الذي فطرني وأرْداني
ولكلِ ما مضى يُعيد
ومن كل النيرانٍ أصلاني
فرأيتَ الناسَ ترِثُني
وأنا فيهم حيٌ شهيد
ومُناهم أن يطِئوا بناني
وكأنَّ بي سقَمٌ شديد
وملكُ الموت يغشاني
ورأيتُ من يصعد على
كتِفيَّابخُبثٍ ودهاءٍ شديد
ويبني فوقَ أنقاضي
ومن يُطفِئُ نور الثُريا
ويعبثُ في مهدِ الوليد
وُيبعثِرُ كل أغراضي
ولاحيلة لي فأنا وحيد
إلاّ تبرُّمي وامتِعاضي
أليس فيكم رجلٌ رشيد
ويقيمُ الحدَّ كالقاضي
ولكلِ حقٍ لي يعيد
ويسألني كم أنا راضي
فخالَ لهم من هولِ
صمتي و برهانٌ وحيد
أني بما يفعلون راضي
فلم يروَا مني وعيد
فأين بأسي واعتراضي
فطويّتُ صفحةَ و عمرٍعنيد
وخلعت جذور أشجاري
فلن أحياكما يحيا العبيد
فحررت نغماتَ أوتاري
وعزفتُ عليها أول نشيد
العمرُ يبدأ من جديد
مع من يُعْلي مقداري
وشكرتُ الدمعَ فلن يفيد
واحتويتُ جوارحي بين
أحضاني
وألجمتُ السمعَ بالحديد
وحِفظاً لوحيِّ وجداني
ونزعت الغِلَ من الوريد
فكسَى الورد بستاني
وخاصمتُ دهراً صهر
الحديد
وأبكى الصخرَ وأبكاني
وامتطيتُ درباً آخرَ بعيد
ولكني آثرتُ أن أكون
وحداااااااااااااأاااااااااني