*{ من غشَّنا فليس منَّا ، والمكرُ والخداعُ في النَّارِ }.*
حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ ابن حبان، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والسلسلة الصحيحة.
شرح الحديث الأمانةُ من مَحاسِنِ الأخْلاقِ، والتَّعامُلُ في التِّجارَةِ والأُمورِ المادِّيَّةِ يَستلزِمُ الأمانَةَ. حتى تتِمَّ الأُمورُ والتَّعامُلاتُ بين الناسِ بلا مُنازَعاتٍ، وعلى العَكْسِ مِن ذلك؛ فإنَّ الغِشَّ والخِداعَ يَجلِبُ على المجتَمَعِ الوَيْلاتِ مع البَغْضاءِ والتَّشاحُنِ بين الناسِ.
وفي الحديثِ
يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “مَنْ غَشَّنا فليس مِنَّا”. أي: مَنْ خَدَعَنا بأيِّ صورةٍ. فليس على هَدْيِ الإسلامِ، وأنَّ الغشاشَ على خَطَرٍ عَظيمٍ. وليس على طريقَةِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وسُنَّتِه، وهذا زَجْرٌ شديدٌ من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. وفيه تَهْديدٌ لِمَن تَمادَى في الغِشِّ.
“والمَكْرُ والخِداعُ في النارِ”
وهما من أنْواعِ الغِشِّ أيضًا. والمَعْنى: أنَّهما يُؤَدِّيانِ بصاحِبِهما إلى النارِ؛ لأنَّ الداعيَ إليه الْحِرْصُ على الدُّنْيا. والرَّغْبَةُ فيها. وَذَلِكَ يَجُرُّ إلى النارِ؛ لأنَّه لا يكونُ تَقيًّا وَلا خائِفًا للهِ؛ ولأنَّه إذا مَكَرَ غَدَرَ. وإذا غَدَرَ خَدَعَ، وكُلُّ خَلَّةٍ جانَبَتِ التُّقَى، فهي في النارِ”.
صبحكم الله بكل خير. وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.