مقالات
الشباب والوطن
د . الباحث غسان صالح عبدالله
إن الانتماء الإيجابي للوطن يحتم على الشباب أن يعملوا مخلصين للخروج من ظلمة الجهل والتعصب والشعور بالقوة والكرامة والاستقلال
وأن ياخذوا بكل السبل المتاحة للإرتقاء بانفسهم ومجتمعهم وامتهم
إلى الحد الذي يضمن الكرامة لهم والشعور بالحرية ويضمن للوطن الهيبة والاحترام بين بلدان العالم
وليس ذلك بصعب على الشباب لو توفرت الإرادة المخلصة والعزينة الماضية والإيمان بقضايا الوطن والأمة
وما يحزن اليوم هو توجه بعض الشباب إلى ما يأتي لهم من الخارج
وبعض رجال الافتاء الضالين
وهذا مؤشر خطير على ان العديد من أسرنا فشلت في تربية أبنائها وساهم ايضا في هذا الفشل فساد العديد من المسؤولين وتصرفات أبنائهم.
إننا لن نستطع أن نؤثر بالشباب ولا نصل إلى عقولهم وصولا سليما إلا إذا اهتمينا بما يريدون هم اولا ،
ولا بما نريد نحن لهم فقط
وأن نقدر لهم ذواتهم ونعمل على تنميتها ولا نحاول تحت أي مسوغ التعدي عليها، أو نذيبهم كي يكونوا صورا متطابقة لنا
إذ أثقل كاهل الدين كثرة المقلدين من ابنائه الذين اصبحوا بسبب التربية العمياء يتبعون كل ناعق سواء كان دعاؤه بالخير او بالشر.
ولكي نحصن شبابنا ونجد آلية فعالة تستخدم لخلق مناعة لديهم ضد الغزو الثقافي
الذي تحمله إلينا آلاف الفضائيات ووسائل الإعلام العملاقة في عصر العولمة وأن نؤمن بيئة نقية يستطيع جيل الشباب الحوار من خلالها بعيدا عن الافكار مسبقة الصنع
والإجابة الصحيحة الواضحة عن جميع تساؤلات هذا الجيل حيث لا خوف ولا إحراج ولاتردد
وعلى ضوء ذلك تصوب الاخطاء وتتعزز القناعات التي تخص الجيل من كل انحراف اجتماعي او سياسي يضر بمصالح الوطن وأمنه القومي
وتوفير آلية واعية قادرة على التاثير الإيجابي في عقول الشباب بعيدا عن النمطية التي تقتل الإبداع في روح الشباب وتخلق الملل والفراغ اللذان يؤديان إلى الإنحراف
وبالطبع للإعلام الملتزم بقضايا المجتمع الواضح في طروحاته الناصع في فكره الذي يملك الجراة في النقد البناء
ويحقق تطلعات الجماهير ويكون أداة تغيير في المجتمع وهذا ما تصبو إليه جميع الامم
التي تطمح للرقي والتقدم في عصر لا حياة فيه للجهل والتخلف.